أكبر فائدة يمكن أن نجنيها من السيارة السعودية الصنع (غزال) هي أن تقوم جامعة الملك سعود باستغلال هذه السيارة في تنظيم رحلات سياحية من مقر المؤسسة العامة للتدريب التقني إلى مقر الهيئة العامة للاستثمار، كي يعرف الناس الوجه الحقيقي لمشوار الصناعة السعودية، ففي المبنى الأول تصاغ خطط تأهيل وتدريب الأيدي العاملة التي سوف تحقق النهضة الصناعية المرتقبة، وفي المكتب الثاني تصاغ خطط الاستثمار التي سوف توفر التمويل اللازم لإنشاء المصانع!. في المحطة الأولى لغزال يمكن أن نلتقي بطلبة الكليات التقنية الذين يفترض أنهم الأيدي العاملة الماهرة المدربة الذين نراهن عليهم من أجل مستقبل صناعي مشرق، وسوف نكتشف أنهم ضحايا نظام تعليمي بيروقراطي لا يتيح لهم فرصة إكمال دراستهم ولا يرى مسؤولوه أنهم ملزمون بربط طلابهم بسوق العمل بعد تخرجهم، فيذهب هؤلاء الطلبة إلى قاعات التدريب وهم واثقون تماما أن البطالة هي مصيرهم الحتمي، وإذا كانت إحدى الدول العربية قد اشتهرت في الثمانينيات بكثرة العاطلين الذين يحملون (دبلوم صنايع)، فإننا اليوم سوف نخرج أجيالا من العاطلين الذين يحملون الشهادات التقنية!. أما إذا أردتم أن تتعرفوا على بيئة التدريب في الكليات التقنية فإنني أنصحكم بمشاهدة مقطع اليوتيوب على الرابط التالي: (http://www.youtube.com/watch?v=rQc8BPHX-dg) والذي يظهر فيه طلبة من الكلية التقنية في جدة وهم يتلقون التدريب في الممرات بسبب عدم وجود تكييف في القاعات الكثيرة المتلاصقة، ولكي لا تظنوا أن هذا المقطع يصور حالة عابرة فإنني أنصحكم بأن تمروا على مقطع قريب منه بعنوان (فضيحة الكلية التقنية في حفر الباطن) والتي يظهر فيها الطلبة وهم جالسون على الأرض بسبب عدم توفر الكراسي والطاولات، فمن الحكمة أن تكتفوا بتأمل حقيقة الوضع على موقع اليوتيوب لأن المشوار من جدة إلى حفر الباطن في هذا الصيف اللاهب سوف يحيل غزالنا الجميل إلى سحلية بائسة!. أما في المحطة الثانية فإنكم يمكن أن تشاهدوا الكثير من المجسمات والكتيبات المتبقية من المؤتمرات والملتقيات الاقتصادية، ولكنكم لن تجدوا شيئا يتعلق بجلب الاستثمارات وتوجيهها لإنشاء مصانع السيارات والأجهزة الإلكترونية والمنتجات الاستهلاكية، بل ستعثرون على الكثير من الشواهد التي تؤكد لكم أنكم في مكتب عملاق لاستقدام العمالة الأجنبية التي تنافس خريجي الكليات التقنية على سوق العمل.. كما أن هذه الهيئة تتحول في بعض الأحيان إلى مكتب عقاري عملاق!. ولا يخفى عليكم أن (غزال) لو تعطلت في منتصف الطريق فإننا بالتأكيد لن نعثر على ورشة يديرها سعوديون من خريجي الكليات التقنية، بل سنلجأ مضطرين لعامل آسيوي لم تكن له أدنى علاقة بالسيارات قبل مجيئه إلى ديارنا ثم أصبح بقدرة قادر مهندسا ميكانيكيا، ولكن لا تستهينوا بهذا الرجل، فثمة احتمال قوي بأنه يحمل صفة (مستثمر أجنبي)!، لذلك عليكم التحلي بالصبر حين يقلب أحشاء غزالنا المسكين، وهو يتمتم بثقة عجيبة: (هذا سعودي ما في كويس)!. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 211 مسافة ثم الرسالة