لا أعلم ما إذا كانت السيارة التي قامت جامعة الملك سعود بتصميمها وتصنيعها وحملت اسم ( غزال ) سوف تبقى نسخة تذكارية أبد الدهر كما يحدث مع كل الابتكارات السعودية ؟، أم أننا سوف نشاهد الغزلان تملأ الشوارع خلال سنوات قليلة بعد أن بقيت الصناعة السعودية لعقود طويلة تراوح بين علب العصير وزيت الطعام. يقول القائمون على المشروع أنه يحتاج الى استثمار يبلغ( 400 مليون يورو) كي يكون بالإمكان إنتاج 20 ألف ( غزال ) خلال ثلاث سنوات، وهو رقم ليس بالكبير حين نقيسه بحجم الأموال التي سوف يتم إنفاقها في دوري كرة القدم ومهرجانات مزاين الإبل خلال الفترة ذاتها، ولا أعلم ما الذي يمنع هيئة الاستثمار من توجيه المستثمرين السعوديين والأجانب نحو مثل هذه المشاريع الحيوية بدلا من مشاريع مراكز التجميل والرشاقة !. ويقول الحساد إن الغزال السعودي بقلب ألماني وقطع غيار كندية أي أنه غزال مختلط النسب!، ولكن هذا غير مهم فنحن لن نتزوجه ويكفينا الغزلان الثقيلة التي تجثم على صدورنا منذ سنين بعيدة، فقد بدأت كوريا الجنوبية رحلتها مع هذه الصناعات في وقت متأخر معتمدة على التحالف مع شركات أجنبية واليوم لا ينكر عاقل أن قبيلة ( هيونداي ) أصبحت ذائعة الصيت في الشرق والغرب !. تطوير الصناعات المتعلقة بقطاع النقل يجب أن يتحول إلى هدف استراتيجي في بلد مترامي الأطراف مثل هذا البلد، وتحويل الأفكار الطموحة إلى أمر واقع هو طريقنا الوحيد للحاق بركب الأمم المتحضرة، قد يكون هذا الطريق مليئا بالعراقيل والأشواك ولحظات الإحباط، ولكننا لا نملك خيارا أفضل من ذلك، فإذا لم نصنع ( غزالنا ) فإننا سنكون مضطرين لاقتناء كل ( بغل ) مستورد بطريقة الاستئجار مع وعد بالتملك !. أخيرا .. يقال أن الغزال السعودي مطابق للمواصفات والأجواء المحلية وحبذا لو قام مصمموه بالتركيز على وسائل لحمايته من السرقة، بعد أن أصبحت سرقات السيارات أمرا شائعا هذه الأيام، وأن تكون هذه الوسائل مرتبطة بالبيئة المحلية لفضح نوايا السارق بمجرد اقترابه من السيارة، فبدلا من إطلاق أصوات الإنذار التقليدية يصدح صوت محمد عبده : ( ليت من ينهبه يا سعود هاك الغزال )!. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 211 مسافة ثم الرسالة