لفت نظري مقال هاشم الجحدلي المعنون «ماالفائدة ؟!» (صحيفة عكاظ 3298 /28 يونيو 2010)، فأحببت الإدلاء بدلوي في المقالات التي تعالج عددا من القضايا الاجتماعية التي مازال بعضها يراوح مكانه دون تغيير أو تطوير على مدى سنوات، مما أصاب كثيرين بالإحباط وفقدان الأمل، ومحاولة التأقلم مع مرارة الأمر الواقع. في رأيي أن أحد الأسباب الرئيسية التي أدت إلى سيطرة حالة الإحباط، اعتماد بعض المسؤولين استراتيجية مضادة لمطالبات الناس، ترتكز على تهميش آرائهم، وتجاهل انتقاداتهم، والاهتمام بمصالحهم الشخصية على حساب المصلحة العامة، على الرغم من حرص ولاة الأمر على مصلحة المواطنين، ومطالبتهم للمسؤولين القيام بواجباتهم الوظيفية دون إهمال أو تقصير. وفي مواجهة ضعف أداء بعض الهيئات الرقابية، فإن لسان حال استراتيجية بعض المسؤولين يقول للمواطنين: «كلوا هوا»، لأن «أكْل الهواء» لا يسمن ولا يغني من جوعهم إلى الحلول العاجلة، لكنه من الناحية الصحية، يسبب سوء هضم ببعض الأحوال الاجتماعية والإدارية المتردية، وانتفاخات مزعجة بقوانين روتينية عقيمة، وتلبكا نظاميا واحتقانات مؤلمة. لكن ما يتجاهله أولئك المسؤولون، أن هذا الهواء «المبلوع»، يضر بأعضاء جسم المنظومة الاجتماعية كلها، ولا بد يوما أن يخرج على هيئة جشاء مزعج، أو ريح منفرة، تنشر جوا يثير الاشمئزاز، ويطال الجميع. لكني أرى أن بعضا من مقالات الرأي التي تتناول قضايا عامة، قد بدأت تؤتي ثمارها، إذ أخذ بعض المسؤولين في التجاوب معها، بعد أن ارتفع سقف حرية التعبير عن الرأي خلال السنوات الأخيرة بمباركة من أولياء الأمور، وأسهم بشكل فعال في التواصل السليم بين المواطن والمسؤول عبر قنوات الإعلام، وانتقاد أداء بعض الوزارات والمؤسسات، لإصلاح الخلل وتدارك العطب، وإن كان سقف استجابة كثير من المسؤولين يحتاج إلى مزيد من الارتفاع. لذا أرى أن على كتاب الرأي، عدم الاستسلام لحالة الإحباط التي تنتاب بعضهم من حين لآخر، والاستمرار في التصدي للمشكلات الاجتماعية الحياتية بوعي ومسؤولية، فلعل بالقول السديد، يستقيم الظل ويعتدل العود. *استشاري الأمراض الصدرية واضطرابات النوم [email protected]