أتابع باهتمام التعليقات التي تتفاعل مع بعض الأخبار ومقالات الكتاب من خلال المواقع الإلكترونية، بعد اتساع دائرة المشاركة الاجتماعية، وتشجيعها متابعي الصحف على الإدلاء بآرائهم، ووصف معاناتهم عبر منابر الصحافة الإلكترونية، مما يشير إلى أن التفاعل بين الكاتب والمواطن أصبح جزءا مهما من الموضوعات المطروحة، وقد يعطي لمحة عن الرأي العام. لكن من الواضح ظهور تعليقات لا تراعي الذوق العام، وتنتقد انتقادا غير لائق يفتقد إلى الموضوعية، أو تقدح في شخص الكاتب وتشكك في نيته وتوجه مقالاته، لمجرد اختلاف في الرؤية، مما يدل على انخفاض ذوق بعض المشاركين في التعليق، وفقدانهم ثقافة الحوار وإبداء الرأي المجرد. ألا ترون معي أن ظاهرة كهذه تبعث على القلق ؟ فالذين يقومون بالتعليق من خلال مواقع الصحف الإلكترونية، لا بد أن يكونوا مثقفين واعين، يتقنون استخدام الكمبيوتر الشخصي وتصفح الإنترنت، ويحرصون على زيارة مواقع الأخبار والمقالات، بل يزيدون على ذلك بتكوين انطباعاتهم، ومن ثم التعليق وإبداء آرائهم. فإن كان حال بعض أولئك يشير إلى تدهور مهارات التواصل السليم لديهم، فما بالكم بغيرهم ؟!. أما بعض القراء، فلا يزيد على كلمة «رااااااائع» أو «سلمت يمينك» أو مقال «جميل» وغير ذلك، من باب إبداء الإعجاب، وهذا جيد، لكن الأجدى أن يضيف رأيا أو يسجل نقدا يثري موضوع المقال. وأما آخرون فهوايتهم التسكع في ردهات الإنترنت، يتربصون ببعض الأخبار والمقالات، ليصبوا جام عقدهم عليها وعلى كاتبها، ثم يتجاوزونها إلى غيرهم من المعلقين، ينتقدون بأسلوب فظ وتعميم مذموم، وعاطفة لا تخلو من الشطط، ويكتبون أول انطباعاتهم وإن لم تتعلق بموضوع الخبر، ولا تنتمي لفحوى المقال، من أجل تسجيل حضور أو لفت انتباه، ليس أكثر !. ولكني - بشكل عام - أرى أن مشاركات القراء أصبحت أكثر نضوجا، على الرغم من حداثة ثقافة التواصل الصحافي عبر الإنترنت على المجتمع السعودي، إلا أن ثقافة الحوار تحتاج إلى مزيد من الوقت لتطويرها وتعلم مفرداتها، ودعمها بمشاركة أكبر عدد من القراء بتعليقاتهم، كي نتقن سويا آداب التواصل وطرح الآراء بمهنية وموضوعية. * استشاري الأمراض الصدرية واضطرابات النوم [email protected]