حقن عضو مجلس شورى سابق نفسه ببارود هواياته الغريبة منذ زمن، ولكنه أشعل فتيلها بعد خروجه من قبة الشورى. فمنذ 35 عاما وهو ينتظر التفرغ لجمع علب ثقاب الكبريت والعملات المعدنية، وها هو يحصل على هذه الفرصة عند بلوغه ال65 من عمره. المتجول داخل منزل عضو الشورى السابق الدكتور عبدالعزيز إسماعيل داغستاني يستفزه منظر صناديقه الزجاجية المصنوعة من السكريت، والتي تحوي 200 ألف علبة كبريتية، وأكثر من مليوني قطعة معدنية من سلة العملات الدولية الأثرية. ويقول داغستاني، الذي اعتاد الهرولة حول سور «الحوامل» في أحد أحياء الرياض لخشيته من فخ السكري، إن هوايته في جمع علب الكبريت، والعملة النقدية الأثرية، مرتبطة بثقافته الاقتصادية، كونها ذات عائد مادي على المدى الطويل. ولا يخفي تفكيره بتسجيل مخزون صناديقه الزجاجية لدى موسوعة جينيس للأرقام القياسية، بعد نجاحه في جمع القطع المعدنية النادرة، بداية من العملات الإسلامية العائد تاريخها إلى 129ه، مرورا بالعملات ما قبل الميلاد، وانتهاء بصيد ما تقع عليه عيناه من سلة العملات الدولية. ورغم أن كرسي عضوية المجلس بات محظورا عليه؛ لانتهاء دروته فيها، إلا أن ذاكرته تنشط عند الحديث عن قبة الشورى، الذي يرى أنها رسخت في داخله مفهوم الحوار وقبول الرأي الآخر، واصفا مساحة الحرية في المجلس بالعالية، على اعتبار إمكانية طرح الأعضاء لآرائهم بشفافية ووضوح. ويشير داغستاني، الذي ترأس اللجنة الاقتصادية في المجلس سابقا، إلى ضرورة إعادة النظر في صلاحيات المجلس البرلماني، مؤيدا فكرة اختيار الأعضاء بالانتخاب وليس بالتعيين، رغم وجود قناعات بأن المجتمع السعودي غير مهيأ لهذه المرحلة. ويؤكد الداغستاني أنه لم يتقاعد عن العمل بعد خروجه من باب الشورى، وهو ما يفسر تواجده المستمر في مكتبه المتخصص في الدراسات الاقتصادية، إضافة إلى وظيفته كرئيس تحرير لمجلة عالم الاقتصاد. وينهي الداغستاني حديثه قائلا: «لقد أعطيت عملي الكثير من الوقت، وسأمنح زوجتي السيدة إيمان خاشقجي، وأولادي، ريم، وائل، ريان، سعود وراكان، قلب رجل لم يشخ بعد، فعائلتي صمام سعادتي».