ما يميز عضو مجلس الشورى السابق رئيس دار الدراسات الاقتصادية الدكتور عبدالعزيز داغستاني أنه يعشق شيئين فريدين، كرّس لهما الكثير من وقته وجهده، واستثمر من أجلهما علاقاته الشخصية والعملية، وعلى رغم ذلك فإنه حريص على أن يشاركه الكثيرون هذا الشغف، إذ يخصص غرفة أشبه بالمتحف لهوايته المفضلة جمع قطع النقود المعدنية وعلب «الكبريت» ليرشد إليها كل من يزوره، لكنه في الوقت نفسه يضعها تحت المراقبة المستمرة لاحتوائها على 1.5 مليون من القطع المعدنية، و150 ألف علبة بعضها نادر من الكبريت، قضى كثيراً من حياته في جمعها. وعن هوايته الأولى جمع قطع النقود (العملات)، قال داغستاني: «بدأت بجمع القطع المعدنية خلال إقامتي في أميركا وتحديداً عام 1975 بقليل من السنتات الأميركية، والآن بعد 35 عاماً يصل عدد القطع التي أمتلكها إلى أكثر من 1.5 مليون قطعة (عملة) من جميع أنحاء العالم، منها بعض القطع الإسلامية التي يعود عمر بعضها إلى عام 129ه، وأخرى إلى ما قبل الميلاد، وبعضها من القرن ال 18، مشيراً إلى أنها عملية مكلفة ومضنية. ولفت إلى أن بعض زملائه يشاركونه في هوايته عبر تزويده بما يجمعونه في رحلاتهم، إضافة إلى تواصله مع كثير من الجهات المتخصصة في تداول العملات المعدنية داخل السعودية وخارجها. وفي ما يخص هوايته الثانية جمع علب الكبريت»، قال: «بدأتها أثناء ترددي على مطعم «Victoria Station» في مدينة هيوستن الأميركية في حقبة السبعينات الميلادية، إذ كان يقدم «علب كبريت» مميزة في شكلها لعملاء المطعم، عندها زرعت عندي هذه الهواية، ووصل عدد علب الكبريت التي أمتلكها الآن إلى أكثر من 150 ألف علبة، وجميعها جديدة وغير مستعملة»، لافتاً إلى أنها كمية قياسية من الممكن أن تؤهله لدخول موسوعة «غينيس» للأرقام القياسية. وذكر أن بعضها يعود لأحد «اللوردات» في مدينة لندن خلال حقبة الأربعينات الميلادية، وكثير منها يعود لمحال وفنادق ومطاعم من جميع دول العالم، ولمناسبات خاصة، أو لبعض خطوط الطيران التي لم تعد تقدمها الآن بعد حظر التدخين في الطائرات. وفي ما إذا كان تخصصه في الاقتصاد يجعل من هذه الهواية استثماراً، قال داغستاني: «هي كذلك، إن مثل هذه الهوايات تبدو للوهلة الأولى مكلفة، ولكن من يريد الاستثمار في مثل هذه المقتنيات فإنه من الممكن أن يجد الكثير من المفتونين والمهووسين الذين قد يدفعون الكثير للحصول على قطع نادرة وقديمة، إنها ثروة حقيقية، خصوصاً أن ما لدي من علب الكبريت تعتبر تحفة فنية، ويمكن أن تستخدم كقطع ديكور يندر أن تجد مثلها». وأشار إلى أنه يحافظ على هذه الثروة بتخصيص غرفة في منزله لها، يستطيع من خلالها مراقبتها باستمرار، وإطلاع زواره عليها. وعما إذا كان سيبيع شيئاً منها، قال بالعامية: «هل قلت بيع، بيع إيه اللي أنت جاي تقول عليه، إنه لا يقدر قيمتها إلا عاشق أو صاحب ذوق رفيع، وهي عشقي واهتمامي ولا يمكن التفريط فيها».