حذر اختصاصيون ومراقبون من سلوك السائح السعودي خارج بلاده، والمتعلقة بمبالغته في الصرف على رفاهيته خلال سفره، دخوله للمواقع المشبوهة، الأماكن غير الأخلاقية، وعدم احترام قوانين البلدان المستضيفة. ويأتي هذا التحذير بعد تكرر حوادث الاعتداء على السعوديين في الخارج ابتداء من مسؤولين ودبلوماسيين، مرورا برجال الأعمال، وانتهاء بالسياح وعائلاتهم، والتي سجلت آخرها حادثة الاعتداء على المحامي باتع الشمري في دمشق عبر إطلاق الرصاص عليه بغرض سرقته. في حين طالب سياح سعوديون من سفارات بلادهم تنفيذ توجيهات خادم الحرمين الشريفين، بشأن فتح أبواب السفارات أمام المواطنين عندما قال في خطابه الأخير: «أنا أسمع ولا أتهم بعض السفارات تغلق أبوابها وهذا لا يجوز أبدا، لازم تفتحون أبوابكم وصدوركم وتوسعون أخلاقكم للشعب السعودي». وأرجع الباحث السعودي عادل عبده أسباب استهداف السعوديين في الخارج، إلى طريقة السائح في كشف ثرائه وبذخه غير المبرر في صرف العملة، إضافة إلى ذهاب بعض السياح الى مواقع مشبوهة أو أماكن غير أخلاقية تعرضهم للأذى والاستغلال. وأوضح عبده أنه يتعين على السائح السعودي، احترام قوانين البلد المستضيفة، الابتعاد عن مواقع الشبهة، وإبلاغ سفارة بلاده مباشرة عن أي حادثة يتعرض لها. من جهته، لفت رئيس مركز الشرق الأوسط للدراسات الاستراتيجية والقانونية الدكتور أنور عشقي، إلى ضرورة التزام السائح السعودي بالأخلاق واحترام قوانين البلد المستضيفة، إضافة إلى تقديم صورة حضارية عن بلاده عبر سلوكه المتزن. وأشار عشقي إلى أنه يتعين على سفارات المملكة حماية المواطن عبر التواصل السريع والفعال لقضاياهم، إضافة إلى تأمين كتيبات إرشادية عن كيفية الخروج من المآزق التي قد يتعرض له السياح. واستطلعت «عكاظ» آراء مواطنين بهذا الشأن، إذ يرى محمد العتيق أن هناك سياح سعوديين يظهرون بشكل مبالغ حالة البذخ التي يعيشونها، ما يعرضهم للأذى من جانب اللصوص، مضيفا أن الكثير من دول العالم ترفع أسعارها على السائح السعودي لمعرفتهم بقدرته على الدفع، في مشهد يكشف مدى محاولة استغلال هذه الجنسية، في ظل صمت بعض سفارات المملكة في هذا الشأن. ويطالب سعيد الأسمري بضرورة وجود خط ساخن للتواصل بين السياح السعوديين وسفارة بلادهم في حال تعرض أي مواطن لاستغلال أو اعتداء، فيما دعت سعاد الحربي لتوعية المواطن بقوانين البلدان التي يزورها وحقوقه القانونية حتى لا يتعرض للمضايقات. في حين تعتقد سميرة الأحمد أن لبس المرأة السعودية للعباءة وطريقة لباس الرجل السعودي يجعل من السهل اكتشافه من جانب اللصوص، ما يعرضهم للأذى والسرقة. من جهته يرى نائب رئيس الشؤون الإعلامية في وزارة الخارجية أسامة غنام، أن السائح السعودي غير مستهدف، مؤكدا أن ما يسجل من حوادث تعد فردية قد تحدث لغير السعودي، داعيا السياح والمسافرين إلى اتخاذ الحيطة والحذر والابتعاد عن الدول التي تسجل فيها مشكلات ضد السياح. ونبه إلى أن وزارة الخارجية تضع وعبر بوابتها الإلكترونية على الإنترنت جميع الإرشادات التي يحتاج لها المسافر. من جهة أخرى، أكد المتحدث الرسمي لوزارة الداخلية اللواء منصور التركي أن على المواطن أن يكون سفيرا حسنا يمثل وطنه ومجتمعه، مؤكدا أن من مسؤوليات المواطن المسافر المحافظة على القيم والمبادئ الإسلامية، والحرص على ممتلكاته ووثائقه ومعرفة أنظمة وقوانين الدول التي يزورها والالتزام بها، وعدم وضع نفسه أو أي من مرافقيه في موضع اشتباه.