تفتق العقل الروسي عن اختراع حقائب من شأنها أن تعمل على اطمئنان الدبلوماسيين والمصرفيين على مستنداتهم السرية من الاستيلاء عليها والخوف من السطو على النقود، إذ شرعت مؤسسة «سبيربنك» الروسية في استخدام حقائب لنقل الوثائق والنقود مجهزة بتقنية حديثة تجعل من المحال سرقة المحتويات التي بداخلها. وحتى لو كسرت الحقيبة فإن المحتويات تصبح غير صالحة للاستخدام. بعد عمليات السطو المتكررة التي بلغت في موسكو وحدها حوالي مائة حالة خلال عام. وبالتالي كان لا بد من وضع حد لسرقة الأموال والوثائق الدبلوماسية البالغة السرية أثناء حملها من مكان إلى آخر، إذ يصبح من المستحيل سرقة المحتويات ولو من قبل رجال الحماية أنفسهم. ووصفت هذه الحقائب بأنها الأكثر أمنا في العالم لنقل الوثائق والنقود من مكان إلى آخر. فهي لا تفتح إلا بمفتاحين، أحدهما يكون عند من وضع الوثائق والنقود فيها، والمفتاح الآخر يكون عند من يتسلم الحقائب. وفي حال محاولة لكسر الحقيبة يخرج منها سائل يعمل على صباغة الوثائق والأوراق النقدية، فتصبح غير صالحة للاستخدام. كما أن تلك الأوراق السرية لا يمكن إعادة تظهيرها، أما النقد فيتعذر استبداله في البنك المركزي إلا إذا قدمه أحد المصارف المعتمدة. ومع أن البعض لا يستبعد أن يتوصل الجواسيس واللصوص يوما ما إلى طرق حديثة، فإن البعض الآخر يقول إن هذه الحقائب ساعدت على استتباب الأمن في دول أوروبية عديدة.