لو قلت لأحد في مجتمعنا إن «وارن بافيت» الذي تقدر ثروته ب 47 مليار دولار يتجنب شراء البيوت الفاخرة والسلع المترفة، وأنه لا يزال يعيش في منزله القديم في «نبراسكا»، الذي اشتراه بمبلغ 31500 دولار فقط قبل أكثر من 50 عاما، وأنه على الرغم من ثرائه الفاحش فهو لا يملك قصورا ولا طائرات ولا يخوتا، لو قلت هذا لأحد لوصمه بأقذع الألفاظ والصفات، أقلها وضعه في خانة البخلاء الذين لا يستحقون مثل هذه النعمة!! ولو أضفت بأن هذا الرجل العصامي الذي حقق ثروته بعرقه وكفاحه قد تبرع بثلثي ثروته لمؤسسة (جيتس - إيمليد) الخيرية لفغر فاه عاجزا عن تفسير مثل هذه «المتناقضات» من وجهة نظره!! إنها اختلاف الثقافة والفجوة العميقة في طريقة تحقيق المال.. وطريقة إنفاقه. لا نريد من أحد أن يعطي نصف أو ربع ثروته لجمعية خيرية، لكننا نريد إخراج ال 2.5% التي شرعها الله، والتي لو أنفقت على أصولها وفقا لعروض التجارة فلن يبقى في هذه البلاد فقير أو محتاج. لدينا رجال موسرون صعدوا درجات الثراء بسرعة البرق، وحققوا ثروات لا يخفى على أحد الطرق التي اكتنفت جمعها، هؤلاء ليتهم اكتفوا بإنفاق الفتات على عمليات غسيل ناجحة للسمعة، بل إنهم ظلوا يحركون ماكيناتهم الإعلامية المدعومة بالمال والعلاقات العامة من وقت لآخر، وتحولوا فجأة إلى أباطرة في العمل الخيري كلنا يتبارى في مديحهم وتمجيد أعمالهم رغم علمنا بالحقيقة، والسبب أننا بعنا ضميرنا الأخلاقي في سبيل ضمير مادي مزيف. فاكس: 065431417 للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 161 مسافة ثم الرسالة