ليس لمجتمعنا شهرة بين العالمين بوصفه مجتمعا مخترعا أو مبتكرا، فلم يسجل التاريخ اختراعات حققت شهرة عالمية لنا سوى (المسيار) (والمسفار) (والمثقاف)!... وهلم جرا، فهذه أشهر اختراعاتنا!! لذا حين أعلنوا عن اختراع (غزال) سعدنا به وأي سعادة!! ورغم أني أنتظر هذا الاختراع الجديد والذي ليس عجيبا، إلا أني أشكر لأصحابه مبادرتهم في تحقيق هذه النقلة النوعية من الاختراعات السعودية! وأذكر عندما كنا صغارا.. صدح الفنان الشجي «عبادي الجوهر» يقول: (يا غزال.. يا غزال..) فكان أول من تنبأ بمولد (غزال) سعودي نباهي به العالم! واليوم والحديث عنه تتردد أصداؤه في نواحينا يحضرني سؤال عابر: لماذا سيارة.. ولم نفكر في طيارة مثلا أو قطار أو جهاز صغير يشبه الروموت كنترول يحل بعض احتياجاتنا في الحياة اليومية، فأحيانا الاختراعات الصغيرة هي أم الاختراعات وهي الدلالة على المهارة في التفكير البناء وفي الصناعات غير التقليدية!! هل أشد ما يحتاج إليه مجتمعنا من الصناعات والاختراعات هو السيارات على ذاك الشكل الذي كانت عليه «غزال» في أول ظهور لها على الشاشة الفضية؟! هل مثل ذاك الحجم والمظهر والنوع يلبي احتياجات الفرد والأسرة السعودية؟! بمعنى آخر، هل تم اختراع «غزال» بناء على المواصفات والاحتياجات السعودية؟! وهل هي لنا وللتصدير!! إن من يمشي في الشارع السعودي يتعرف على أنواع السيارات الموجودة في العالم، فنحن سوق العرض للموجود عالميا من السيارات الفاخرة والمتهالكة.. اطلب تجد!! فماذا ستفعل (غزال) الوليدة وسط هذه السوق الشرهة العريضة التي لا تعاني من قلة العرض ولا من مشاكل في الطلب؟! إن بعض الدول العربية دخلت سوق صناعة السيارات منذ أمد طويل باختراع سيارة صغيرة من نوع (فيات)، وأقبل عليها الناس في تلك البلاد لأنها متواضعة الثمن، ولأن السوق هناك ليس فيها خيارات، أما في السعودية فالوضع يختلف! وكنت أتمنى لو أن جامعة الملك سعود قامت بتعريف الناس بضرورة وأهمية مبادرتها قبل إعلانها كاختراع عظيم، وهذا لا يمنع فرحنا بغزال أو أي اختراع سعودي. للتواصل ارسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 152 مسافة ثم الرسالة