تناولت في مقالة سابقة الزواج المسيار من وجهة النظر القانونية ومفادها أن الزواج بغض النظر عن المسمى الذي يطلقه المجتمع متى ما توافرت أركانه الشرعية والقانونية من ولي وشاهدي عدل وإيجاب وقبول ومهر وتوثيق من خلال المأذون الشرعي اعتبر زواجاً صحيحاً منتجاً لآثاره الشرعية والقانونية من ثبوت النسب بالنسبة للأبناء والإرث في حالة الوفاة وغير ذلك من الحقوق، وأما ما يتفق عليه الزوجان بعد ذلك من تنازل الزوجة عن حقها في النفقة أو المبيت أو السكن فذلك أمر لا علاقة لنا به، وأوضحت أيضاً أنني لا أشير إلى رأيي الشخصي في تأييد الزواج المسيار من عدمه وإنما أتحدث عن الحقوق الشرعية فقط، ومع ذلك تفاجأت ببعض التعقيبات ومنها (هل ترضاها على أختك أو ابنتك) وكأني أتحدث في واد والتعقيب في واد آخر. ونحن الآن وفي بداية الإجازة الصيفية بدأ التداول في الوسط الاجتماعي عما يسمى بالزواج المصياف؛ أي أن الرجل يتزوج بامراة في بداية الصيف ثم يطلقها في نهايته أو نهاية الإجازة. هنا لن أفتي في الحلال والحرام والزواج بينة الطلاق؛ لأن ذلك من اختصاص أصحاب الفضيلة العلماء. وإنما ما هو من اختصاصي أن أكرر وأعيد بأن العبرة في توافر الشروط في المسميات. فإذا كان هذا الزواج (المصياف) مكتمل الشروط الشرعية والقانونية من ولي وشاهدي عدل وإيجاب وقبول ومهر ومأذون أصبح زواجاً رسمياً منتجاً لآثاره وبغض النظر عن كونه مصيافا أو مسيارا أو أي مسمى قد يظهر علينا في المستقبل، لذا من كان في نيته أمر ما هذا الصيف فليتنبه. * المحامي والمستشار القانوني. [email protected]