يشكو طلاب بعض الجامعات من ظهور الفئران في سكنهم الجامعي، وربما يتصل نفر منهم بالصحف اليومية طالبين منها تصوير تلك الفئران وهي سارحة في غرف أو مطابخ السكن أو بين ردهاته، مطالبين المسؤولين عن السكن الجامعي المجاني بضرورة الاهتمام بالقضاء على تلك القوارض لما تسببه لهم من خوف وقلق، لاسيما خلال نومهم مع إمكانية نقلها للأمراض أو قرض كتبهم الدراسية ومتعلقاتهم الشخصية، وربما ظهر بعضهم في الصحف وقد رفع عقيرته بالشكوى من تلك الأحوال حتى يتعامل مع شكواهم كتاب صحفيون فيدبجون مقالات تندد بتلك الأوضاع السكنية التي لا تطاق! ومع احترامي لإبراهيم وغازي وسامي! وهي أسماء مفترضة للطلاب الشاكين فإن ما أعلمه عن معظم شبابنا الذين نشأوا في ظل وجود الخادمات المنزليات أنهم تعودوا على تربية تسمح لهم بتناول طعامهم ثم بعثرة بقية الطعام في مكان أكلهم دون محاولة جمعه وإعادة بقاياه إلى المطبخ ليؤكل من الصالح منه في وجبة أخرى أو يتصدق به أو يخصص للقطط المسكينة أو للطيور الجائعة، وكذلك يفعلون بالملابس عند تغييرها، معتمدين على أن الخادمة ستقوم بكل شيء، يشجعهم على ذلك والدتهم الحنون التي تصيح في الخادمة آمرة إياها بعمل عدة أشياء في وقت واحد: شيلي أطباق الطعام ونظفي الغرفة وكنسي المجلس وأعط «المرحوم!» الدواء وغسلي لحمادة، فيما تكون «البارجة» أمام التلفاز تتسلى بالمكسرات وتتابع الفضائيات، فإذا بلغ الأطفال منهم الحلم والتحقوا بالجامعة وخصص لكل مجموعة من الشباب غرفة أو شقة فإن معظمهم يظل على ما تعود عليه من إهمال للنظافة والترتيب، فتجد بقايا الطعام تلقاه في تلك الغرف أو في المطابخ منتظرين أن يقوم عمال السكن بكل شيء، وعلى مدار ساعات الليل والنهار، فإن لم يحصل ذلك تركت بقايا الطعام متناثرة، فيكون من الطبيعي توالد الفئران وغزوها للسكن الطلابي قادمة من بيوت الجيران بعد أن تشم روائح الخبز والفواكه والأجبان، فتبدأ عندها الشكاوى «والعياط»، والحاصل والفاصل أن هذه الفئة من الشباب هم نتاج تربية أسرية اتكالية، ولو ربيناهم على تحمل مسؤولية أنفسهم في مثل هذه الأمور كما كان يفعل آباؤنا وأمهاتنا من قبل لما ظهرت مثل هذه الشكاوى، ولكن فاقد الشيء لا يعطيه.. وسلامتكم؟! للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 162 مسافة ثم الرسالة