كتب الزميل عبدالله الكعيد مقالا يوم الأربعاء الماضي في جريدة الرياض حول «صعوبة الانفكاك من النت»، وأن «الإنترنت» يؤثر على الأبناء في تحصيلهم العلمي حد تدهور نتائجهم بسبب قضاء ساعات طويلة في المحادثات عبر «الماسنجر»، وأن فكرة المنع التي عادة هي الخيار الأول لن تؤتي ثمارها. ثم قدم الكعيد بحثا قام به، تضمن استبيانا لاستخدامات القراء للإنترنت، واتضح أن أكثر من 85% من الشريحة العمرية ما بين 15-25 سنة من المبحوثين يستخدمون الإنترنت من أجل المحادثات الآنية «Chatting»، وقليل منهم يقرأ الكتب أو الصحف أو البحث في قواعد المعلومات أو الموسوعات الإلكترونية. وختم مقاله بسؤال «قد يسأل سائل: وما هو الحل؟، أقول أنا مثلكم لا زلت في حيرة من أمري». وبما أن الكاتب جعل السؤال أشبه بدعوة للتفكير، يمكن وضع إجابة أولية على هذا السؤال الذي يستحق أن ينشغل به التربويون. من المتعارف عليه أن الإنسان دائما يبحث عما ينقصه، فحين لا يشعر باحترام الآخرين له على المستوى العام، يحاول إكمال النقص الداخلي بأمور خارجية أو رواية قصص غير حقيقة عن استثماراته أو مغامراته ليحقق ما ينقصه. إذن الإنسان يبحث عما يحتاجه دائما، من هذا المنظور حين نتأمل الاستبانة التي قام بها «الكعيد» وما الذي خلصت إليه، وأعني هنا أن الغالبية يشغلهم في «الإنترنت» المحادثة الآنية أو التحدث مع الأشخاص. أي أن الشباب جائعون للحديث، وأنهم لا يجدون في البيت وفي المدرسة من يشبع لهم هذا الجانب، وأن كل من يحيطهم في العالم الواقعي وعاظ سيقدمون النصائح أو التوبيخ. فيما هم أي الشباب والفتيات يبحثون عن أشخاص لا يحكمون عليهم ولا يقدمون لهم النصائح، يريدون من يستمع لهم وهم يثرثرون عن أحلامهم وطموحاتهم وخيباتهم، وربما عن غضبهم من أسرتهم التي لا توفر لهم مساحة للحوار والحديث. وأنهم في البيت وإن كانوا يسكنون سويا إلا أن العلاقة غائبة بينهم، أو قائمة على النفاق الاجتماعي، كما يحدث حين يسألك قريب ما «كيف حالك»؟ هو لا يعني السؤال بمعناه الحقيقي، بقدر ما هي عادة يرددها، فيما متلقى السؤال تعود أيضا على أن يرد «الحمد لله»، ولا يبوح بمعاناته، إما لأنه لا يوجد بينهما صداقة، أو لعدم ثقة، فيخاف أن يخبر القريب عن مشكلته، فتنتشر قصته عند الأقارب، فيما الإنترنت كل ما تحتاجه اسم مستعار، فتدخل وتثرثر بكل صدق، دون أن يحاسبك أحد أو يمارس عليك دور الواعظ. S_ [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 127 مسافة ثم الرسالة