ثمة رابط مشترك بين الحلاق و «الرقيب في الصحف» فكلاهما يحلق، الأول وهو الحلاق يمكن لك أن تجلس على كرسيه، ويسألك ما نوع الحلاقة التي تريدها، وإن أردت حلاقة «ذقنك» بعد شعر رأسك «هذا إن كان الحلاق لم يستأجر من صاحب عمارة يرى أنه سيأثم مع الحلاق إن حلق ذقن أحد» . ويختلف الحلاقون باختلاف جنسياتهم، فالحلاق الهندي قد يكون جاء ب «فيزة» سباك ، فيتعلم الحلاقة برأسك، أما التركي فهو حلاق توارث المهنة أبا عن جد، لكنه لا يعرف كثيرا عن الموضة، فهو حلاق سلفي. فيما الحلاق اللبناني، وهو عادة الأكثر لباقة، يسألك ما هي قهوتك ؟ ثم يضيف بعض الأمور التي تميزه، كأن يضع فوطة حارة على وجهك بعد حلاقة ذقنك، ناهيك عن الكريمات والعطورات، وكل هذه الأمور تجعلك تدفع ما يعادل عشرة أضعاف ما سيأخذه منك «السباك الهندي». في أحايين نادرة، يخطئ الحلاق ويقص شعر الزبون بطريقة لم يطلبها منه، إن حدث هذا، يمكن لك أن توبخه وتحضر كل أسرته على لسانك، وقد لا تدفع المبلغ، ولن يعترض الحلاق لأنه يريدك أن تمضي، حتى لا تشوه سمعته، وستقسم ألا تحلق عند هذا المزارع، وستنسى قسمك بعد أن يصبح شعرك طويلا. في الغرب يمكن للزبون رفع دعوى على الحلاق، وسيأخذ تعويضا لا بأس به. هذا ما يحدث لك عند الحلاق، أما الرقيب فهو حلاق آخر، لكنه لا يحلق شعرك ولا ذقنك، بل يحلق مقالك، وهذه المهنة لا يمكن لغير السعودي العمل بها، لأن حلاقة المقال تحتاج لمعرفة في العادات والتقاليد والأعراف وما الذي يغضب المسؤولين والمجتمع. الفارق بينهما، أن الرقيب لا يسألك ما نوع الحلاقة التي تريدها لمقالك، ولا يستشيرك أو يتفاوض معك، أو يطالبك بتغيير الجملة التي يرى أنها تخل بشعر مقالك؛ ليصبح شعر مقالك متناسقا ولا يوتر أحدا، فهو يجتثها بلا هوادة ولا رأفة، ولن ينصت لتألم مقالك أو لاحتجاجاتك. وبالتأكيد لا يمكنك أن تتعامل معه كما تتعامل مع الحلاق، فهو لن يقبل بغضبك، ولن يدفع لك تعويضا، لأن مقالك أشعث وبه قمل يضر الأمة. وستكتب رسالة لرئيس التحرير تقول له: إن حلاقتكم لمقالي كانت قزعا وهذا أمر يرفضه المجتمع. S_ [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 127 مسافة ثم الرسالة