العلم (بفتح العين واللام) رمز للوطن والأمة، وعلى المستوى السياسي هو شعار الدولة الرسمي، فهو رمز لوحدتها وانصهار شعبها بمختلف أطيافه العرقية والثقافية والدينية، يحييه تلاميذ المدارس كل صباح؛ لغرس روح الوطنية في نفوسهم، ويرفع فوق المباني الحكومية والمؤسسات الرسمية، وينكس عند رحيل الرموز والقادة والزعماء الوطنيين، وفي أحداث الكوارث التي تلم بالوطن. ويستثنى من ذلك علم المملكة العربية السعودية الذي لا ينكس أبدا، لأنه يحمل شعار التوحيد (لا إله إلا الله)، كما يرفع العلم في لقاءات ملوك ورؤساء ومسؤولي الدول، وينضوي الجميع تحت لوائه، يدافعون عنه ويغنون له، بل ويستشهدون في سبيل أن يبقى عاليا خفاقا. وكلنا يعلم كيف تشبث الصحابي الجليل مصعب بن عمير براية وعلم المسلمين في غزوة أحد حتى بترت يده اليمنى، فأمسك العلم بيده اليسرى، فبترت كذلك فظل متمسكا به، وضمه إلى صدره ورفعه بعضديه. وعند النصر يغرس المقاتلون العلم في الأرض المحررة، ويلفون به شهداءهم، وفي المقابل يمتهنون علم الأعداء ويحرقونه ويدوسونه بالنعال، وأول إنسان هبط على سطح القمر «نيل أرمسترونج» غرس فيه علم بلاده روسيا. والعلم الوطني غالبا ما يتكون من عدة ألوان، وكثيرا ما يكون عدد هذه الألوان ثلاثة، وهذه الألوان قد تتخذ شكلا طوليا في العلم، كما قد تتخذ شكلا عرضيا، وهو يحمل من خلال ألوانه وأشكاله وخطوطه العديد من الرموز والدلالات التي تمثل الهوية الوطنية للأمة، فشكله وتكوينه يدل على إيحاءات ما، وإحالات رمزية إلى واقعة ما، وكل لون من ألوانه محمل بإيماءات إلى فترة تاريخية معينة، أو حادثة بعينها تمثل رمزا للنصر والفخر للشعب. وغالبا ما ترمز الألوان الثلاثية للعلم إلى المراحل التاريخية الثلاث، بما تحمله من دلالات، الماضي البغيض، والحاضر الثائر، والمستقبل الزاهر، أو ترمز إلى معان تمثل رصيدا معنويا لدى الشعب، وأبرز مثال على ذلك العلم الفرنسي الذي أثر بألوانه وخطوطه الثلاثة في العديد من أعلام الدول الأوروبية، فالأحمر يرمز للثورة والاستقلال، والأزرق يرمز للسماء الصافية، والأبيض يرمز للحرية والمساواة والسلام. [email protected]