أجرى المؤشر العام لسوق الأسهم المحلية أمس ومنذ بداية الجلسة، عملية جني أرباح من النوع الخفيف، الهدف منها التهدئة والتنفيس عن المؤشرات الفنية التي تضخمت نظرا لصعود السوق عن طريق أسهم محددة، وتجاوز المؤشر العام مناطق معينة كان من المفترض أن تتغلب فيها قوى الشراء على قوى البيع، ولكنه تجاوزها بكمية تداول ضعيفة وسيولة غلب عليها عامل المضاربة، إضافة إلى افتتاح السوق ولعدة جلسات سابقة على فجوات سعرية إلى أعلى، تسببت في إنهاك المؤشرات وتشتيت السيولة بين القطاعات. وجاءت العملية بعدما حقق المؤشر العام مكاسب تقدر بنحو 645 نقطة كمقارنة بين نقطة الانطلاقة التي بدأت من عند مستوى 5817 نقطة، وبين أعلى نقطة سجلها عند مستوى 6462 نقطة وعلى مدى 11 جلسة، وقد حاول سهم الكهرباء أمس مساندة سهم سابك، أثناء عملية جني الأرباح، فيما اكتفت الأسهم القيادية الأخرى بالوقوف على الحياد، ما جعل السوق تتخذ المسار الأفقي والتذبذب في مناطق ضيقة بعد الافتتاح على هبوط بشكل عمودي، وفي نصف الساعة الأخيرة تدخل السوق المحلية في حالة ترقب وانتظار لمعرفة نهاية إغلاق الاسهم الأوروبية التي أغلقت على تراجع، ومتابعة افتتاح الأوامر على السوق الأمريكية، ومن المتوقع أن تتبع السوق المحلية مسار الأسواق الأجنبية، ولم يكن توزيع السيولة بين القطاعات عادلا، فقد استحوذت عشر شركات على أكثر من 70 في المائة من السيولة اليومية، أغلبها من قطاع البتروكيماويات ومن الشركات ذات الأسهم الثقيلة وفي مقدمتها سهم سابك. ومن المهم في الجلسات المقبلة مراقبة اتجاه السيولة، ومن المتوقع أن يلعب سهم سابك اليوم دورا في حركة السوق حيث أغلق في المنطقة السلبية على سعر 91.75 ريال، ويعتبر تجاوز 92.5 ريال بداية الإيجابية، وأقل من 90 ريالا مزيدا من السلبية، مع ملاحظة أن السهم تماسك أمس على سعر 91.5 ريال وشهدت عملية بيع ما يقارب 175 ألف سهم على نفس السعر. وأغلق المؤشر العام تعاملاته أمس على تراجع وبمقدار 87 نقطة أو ما يعادل 1.35 في المائة ليقف عند مستوى 6363 نقطة، وبحجم سيولة تجاوزت أربعة مليارات ريال، وكمية أسهم منفذة بلغت نحو 194 مليون سهم، توزعت على أكثر من 89 ألف صفقة، وارتفعت أسعار أسهم 14 شركة، وتراجعت أسعار 114 شركة، وجاء الإغلاق في المنطقة الإيجابية على المدى الأسبوعي، أي فوق خط 6271 نقطة، ويميل إلى السلبية على المدى اليومي، ومن المتوقع أن يواصل الهبوط حيث لديه خط دعم جيد يقع على 6338 نقطة، وتعتبر تعاملات اليوم استثنائية، لكونها تأتي بالتزامن مع موعد الإغلاق الأسبوعي، الذي اعتادت السيولة الانتهازية مع حلوله أن تجري عملية مضاربة الهدف منها توفير جزء تحسبا لصدور أخبار سلبية خلال الإجازة الأسبوعية، وتحسين صورتها أمام العملاء، فكل الاحتمالات اليوم ما زالت مفتوحة، وربما تدخل السوق في مسار هابط جديد، أو تحاول التماسك فوق مستوى 6408 نقاط، ولم يحدد المؤشر وجهته بشكل قاطع، حيث ينتظر تعاملات اليوم وما تسفر عنه.