نحن سدنة الكلمة وهمزة الوصل بين الناس والمسؤول في مجتمع الإعلام ومن نقدم مجتمعنا للخارج ونصوغ لوحته النهائية، وتسجيل الإعلامي الكبير قدرا وقامة عضو مجلس إدارة هيئة الصحفيين السعوديين (سابقا) عبد العزيز العيد موقفا متحضرا بتقديم استقالته من مجلس الهيئة تدوين للحرف الأول في لوح التحضر والمدنية، وموقفه يتقاطع مع تخوم البدائية التي تحف أوضاع هيئة الصحفيين السعوديين منذ ولادتها! حرضني موقفه على تأمل هندسة تحضر المجتمعات وكيف يدار التمدن بتحديث القيادات الناشطة في المجتمع المدني لفكرها وما تحمل من تطلعات وعدم الركون والرضى بواقع الحال، ونحن في السعودية نعيش عصرا متناقضا بكل المقاييس، والعمالقة الناجحون في المؤسسات الصحافية العملاقة على مستوى عربي وليس فقط خليجي أو سعودي يفشلون في اختبار المدنية معلنين أنه (محك) تحول إلى منعطف يكشف وجها آخر لما يؤطر طبيعة مهنة الصحافة ومجتمع الإعلام؛ إذ يبدع من هو في أعلى الهرم في مؤسسته الإعلامية وتزدهر ويربو كل شيء فيها مع تحفظنا نسبيا على المقومات المتعلقة بحقوق الموارد البشرية وهناك نجاح مبهر في بعض المؤسسات لأنه استثمار، لكن ومع أول منظمة مجتمع مدني سعودية إعلامية يعيشون واقعا بدائيا بعيدا عن تمدن يفترض في هيئة الصحفيين أنها وفرت ولو حدا أدنى منه يحفظ وماء وجهنا الإعلامي، مفارقة أن رأس المال المتحكم في الإعلام العربي غالبا نابع من هذه الأرض وله سطوته وتأثيراته .. بالتالي يفترض أن تمثلنا هيئة الصحفيين كما يليق ببلادنا وتعكس الجانب المدني وأسلوب تحضره بصورة لائقة تواكب صيت مؤسساتنا الإعلامية وحجم سيطرتها على سوق الإعلام العربي. يقول عبد العزيز العيد «أهم مبررات تقديم استقالته أن 17 هدفا للهيئة لم تتحقق منذ أربعة أعوام» لماذا، وفي حال انشغال الأعضاء لماذا لم يستقطب متطوعون وناشطون ويفتح المجال لطلبة كليات الإعلام لتقديم خدماتهم وصقل مواهبهم واحتوائهم .. تقريبا استلهمت هيئة الصحفيين تجربة جمعية الإعلام والاتصال وحالة السكون الممتد التي لا نعرف (ماذا ومتى/ وما الذي) سيخرجها من سباتها! تحية لموقف عبد العزيز العيد وأتمنى على الزميلات والزملاء تسجيل موقف ومقاطعة كل منظمة إعلامية لا تضيف للمشهد والمجتمع الإعلامي، وحل الجمعية العمومية لهيئة الصحفيين وإعادة صياغة فكرة إدارتها كمؤسسة مجتمع مدني وتقييد عضوية المجلس بعدد أعوام محدد يتيح فرص تدوير الكراسي وإثراءها بالخبرات والتجارب، وليس عيبا أن يحصل المترشحون لعضوية المجلس على التدريب لإدارة مؤسسة مجتمع مدني مع شرط التفرغ والاقتناع بأنه تمثيل لصوت الأغلبية وتكليف وليس تشريفا. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 239 مسافة ثم الرسالة