هذا المثل المتداول ينطبق على أي مشروع ينشأ، سواء عندنا أو عند غيرنا. وهو (أي المثل) ينطبق على نظام «ساهر» الذي انطلق أخيرا في بعض مناطق المملكة هذا العام، فرحب به البعض وخالفه البعض الآخر. لقد كنت شخصيا من المرحبين بهذا المشروع الحيوي الذي كنت أتمنى وجوده منذ زمن طويل نسبيا. كنت كثيرا ما أراقب حركات السائقين الذين لا يحترمون النظام إلا ما ندر. وأذكر أن حزام الأمان كان شغلا شاغلا لبعض المتطفلين (أمثالي)، فقد كنت من أوائل المطبقين لربط حزام الأمان لدرجة أن أحد رجال المرور عند إحدى الإشارات منذ خمسة وعشرين عاما أو تزيد أوقفني، وسألني «هل أنت متمنطق سلاح؟». فسألته: ومن قال لك ذلك، فقال: وش هذا الحزام الذي رابطه على صدرك، فكان جوابي ابتسامة لم تعجبه. لكنني تفهمت موقفه لأن المثل الآخر ينطبق على ذلك الجندي: (من جهل شيئا أنكره)، فقلت له: هذا حزام الأمان، فقال: وش تقول؟ وكنت كتبت مقالا عنوانه: (احزموا يحزم لكم)، وكنت أقصد أن يكون رجال الأمن مثلا يقتدى به، والمقصود فعل الأمر في العنوان الحزم في التطبيق، وإن كان يشمل أن يلتزموا بحزام الأمان هم أنفسهم. حزام الأمان مثل حي على أن التراخي في التطبيق يؤدي إلى عدم الالتزام بالنظام. وهذا ما اتضح لأي مراقب لمصير حزام الأمان بعد أن انتهت الحملة الناجحة التي جرى تطبيقها منذ سنوات خمس مضت، حيث وصلت نسبة التطبيق والالتزام حوالي (80 في المائة)، ثم انحدرت إلى أن وصلت (8 في المائة) في الوقت الحالي لتراخي المسؤولين عن المراقبة. أعود إلى نظام (ساهر) الذي كنت أحد الذين طبق بحقهم في اليوم الأول، حيث سجلت علي ثلاث مخالفات (سرعة) دفعتها فورا وبدون نقاش، مع أنني لا أذكر أنه حدث مني ذلك، لكنني أردت أن أرحب عمليا بالنظام. الآن اتضح أن الحزم والجدية في المراقبة والتطبيق من خلال الكاميرات الحرارية والأجهزة الأخرى المنتشرة في الشوارع والتقاطعات أدى إلى أن كثيرا ممن كانوا يتحدون النظام ويخالفونه بدأوا في الالتزام به، حيث أشارت المعلومات التي تبثها السلطات الأمنية إلى انحدار نسبة المخالفات والحوادث بقدر واضح مما يفرح النفس ويريح القلب. فالأرواح غالية على المجتمع بأسره إلا من استشاطهم حب التحدي من بعض الشباب وأمثالهم من الكبار المتصابين. كما أن المال له مكانته لدى مالكيه، فقليل هم الذين يفرحون أو يرتاحون لتحطم مركباتهم، ومن ثم إعادة إصلاحها. كما أن لذة المخالفة وإن كان لها روادها بدأ يحجمها وجود نظام حازم مبني على تقنية عالية توضح بالصورة (والصوت) ما يحدث لأي واحد من محبي المخالفات، فاذا صاحب ذلك التطبيق على الكل صار أكثر فعالية. إنني لأتقدم بالشكر الوفير لوزارة الداخلية على هذا المشروع الحيوي، الذي أتمنى أن يكون نقطة انطلاق لاحترام الأنظمة كلها والالتزام بها. وبالمناسبة، فقد ورد في صحف الأمس أن كوريا الجنوبية تغرم أي فرد يرمى (العلكة) في الشارع. شبابنا يتلذذ الواحد منهم حينما يرمى زجاجة في الطريق العام، وقد يصل به الأمر إلى أن يسجل صوت تحطمها وأن يحاول التعرف على عدد الأجزاء التي نجمت عن ذلك التصرف غير المقبول في غير بلادنا ولا يجد من يوقفه عند حده. أكرر تقديري لنظام (ساهر)، ومن أسهم في إطلاقه ومتابعة تطبيقه.. بارك الله فيكم وفي أعماركم وأعمالكم. للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 112 مسافة ثم الرسالة