امتدادا لمقال الأسبوع الماضي وحديثنا عن ملك الإنسانية عبد الله بن عبد العزيز هذه المحطة تعبر عن تميز شخصية للقائد الأقدر بنهجه واستراتيجيته، فقد سعى خطوات متأنية لتأهيل الشعب السعودي نفسيا وفكريا واجتماعيا ودينيا ومهنيا بخطوات مدروسة في مشروع شعبه بقيادته وعلمائه ومفكريه، ودبلوماسيته النشطة ومؤسساته الإعلامية المؤثرة. وسعيا لإعادة بناء الأنظمة والقوانين والمؤسسات الثقافية والتعليمية والقضائية والسياسية فقد حمل على عاتقه مسؤولية شعبه ومن ثم العالم، فقد خطا الملك عبد الله الخطوات المدروسة والدعوة للحوار والتسامح بين الثقافات والأديان الأخرى لما له من أهمية قصوى. مما جعل للحوار والتسامح ثورة في قلب العالم الإسلامي والعالم أجمع، وجعل منه أسلوبا متميزا للحياة في أنحاء العالم. صانعا للتاريخ بدعوته لحوار أتباع الأديان بين المسلمين والمسيحين واليهود والقيادات الدينية المختلفة بتجمع الأديان من أجل السلام وهو من أكبر تجمعات العالم التي تمثل جميع الديانات، ومخاطبة قادة العالم في الشرق والغرب تعبر عن احتياجات وتطلعات العرب والمسلمين وتصنع أصدقاء لدولهم وقضاياهم وثقافاتهم للاسهام ببث روح المحبة والثقافة وبناء جسور التعارف مما جعل ذلك إنجازا تاريخيا يسهم في إيجاد قناة للتعبير الفعال في محاربة التعصب والغلو والتطرف بوجود منبر نقي تنطلق منه المواقف الحكيمة والآراء المستنيرة التي ترفض الإرهاب والفكر الإرهابي. ومن هذا المنطلق عقدت القمة الإسلامية الاستثنائية في مكةالمكرمة في 7 8/2005 وعنوانها مواجهة تحديات القرن الحادي والعشرين (التضامن في العمل)، كما دعت رابطة العالم الإسلامي بتوجيه من الملك عبد الله بتاريخ 4 6/2008م قادة الرأي والفكر في الأمة الإسلامية داخل العالم الإسلامي وخارجه من مفكرين وعلماء وأئمة ودعاة ومن زعماء أحزاب وجمعيات إسلامية ومن مختلف المذاهب والمشارب لعقد مؤتمر إسلامي عالمي للحوار الإسلامي والإسهام ببث روح المحبة والثقة وبناء جسور التعاون في مكةالمكرمة، واستجاب الجميع للمشاركة في المؤتمر واتسمت اللقاءت في المؤتمر بالروح العالية والنقاشات الجادة، وأطلق عليه (نداء مكةالمكرمة)، وأوضح فيه مشروعية الحوار ودعوة الإسلام إليه مع إثبات الأديان السماوية وأتباع الثقافات الأخرى لاعتبارات ومسوغات كثيرة امتدت ردودها علميا. وفي مدريد عاصمة أسبانيا افتتح الملك عبد الله مؤتمرا للتعايش والحوار 16 7/2008م بحضور الملك خوان كارلوس ملك أسبانيا وخوسيه لويس رئيس الوزراء الأسباني وأكثر من 300 من العلماء والمثقفين المسلمين ومن الكرادلة المسيحين «وقيادات الديانتين اليهودية والبوذية بزيهم الديني»، هذا ولقد اهتم العالم بالحدث التاريخي المعبر عن الحكمة والشجاعة والرغبة في التفاهم بدلا من التصادم. لقد عزم الملك عبد الله على زرع الثقة في ثبات الأمة الإسلامية ونزع الخوف من الآخر والانتصار على التطرف وخدمة المكانة الدينية والاقتصادية للدولة السعودية وزرع الثقة للمسلمين بدينهم وأنفسهم ونزع المخاوف من الأديان والثقافات المختلفة وترسيخ الثقة وتسامح الشريعة والمصداقية والقبول على جميع الأصعيدة. تصدر الملك عبد الله ثقة الشعوب الإسلامية للمرة الثانية في استطلاع للآراء أجرته مؤسسة «بيو» الأمريكية، فقد تم اختيار الملك عبد الله أكثر قائد إسلامي يحظى بالثقة وهو من يفعل الشيء الصحيح فيما يتعلق بالسياسة الخارجية. لقد حقق الملك العادل في العقود الخمسة من الزمن للعروبة والإسلام ما لم يحققه كثير من قادة العالم من إنجازات. وللحديث بقية الأسبوع المقبل. للتواصل ارسل رسالة نصية sms إلى الرقم 88548 الاتصالات أو الرقم 636250 موبايلي أو الرقم 737701 زين تبدأ بالرمز 266 مسافة ثم الرسالة