تسببت الدعوة التي وجهها وزير الأوقاف الفلسطيني الدكتور محمود الهباش لزيارة القدس إلى حدوث خلاف في الرأي بين قيادات المؤسسة الدينية في مصر، خاصة بين شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب ووزير الأوقاف الدكتور محمود حمدي زقزوق. ففي الوقت الذي رفض فيه الطيب الدعوة لزيارة القدس في الوقت الراهن، معتبرا هذا الأمر «اعترافا منه بشرعية الاحتلال وأنه لن يدخلها ما دامت محتلة من الصهاينة»، أعلن زقزوق موافقته صارحة على زيارة القدس والمسجد الأقصى ولو بتأشيرة إسرائيلية لدعم الصمود الفلسطيني ومواجهة عمليات التهويد الكبيرة التي تقوم بها قوات الاحتلال في المدينة والأراضي الفلسطينية. وقال الدكتور أحمد الطيب ل «عكاظ»: «إنني ثابت على موقفي ولن أزور القدس والمسجد الأقصى المبارك إلا بعد تحريرهما تماما من الاحتلال الإسرائيلي، لأن زيارتي في الوقت الراهن للقدس والأراضي الفلسطينية بتأشيرة قوات الاحتلال تعني الاعتراف بشرعية الاحتلال وتكريسه»، مضيفا «أدعو جميع المسلمين في مختلف أنحاء العالم إلى عدم زيارة القدس في الوقت الراهن لأن هذا سيعني تكريس الاحتلال الغاشم». في المقابل قال الدكتور محمود حمدي زقزوق ل «عكاظ»: «إن التفاف العالم الإسلامي حول القدس بالتوجه إليها وزيارتها يحمل رسالة للعالم كله بأن القدس إسلامية تخص أكثر من مليار ونصف المليار مسلم وليست قضية فلسطينية أو عربية فقط»، وأضاف زقزوق «أن استمرار الموقف الرافض لزيارة القدس والاكتفاء بالشعارات والمزايدات والخطب الرنانة لن يدفع القضية خطوة واحدة للأمام، بل يمنح الفرصة كاملة لإسرائيل للانفراد بالشعب الفلسطيني وتنفيذ مخططاتها في تهويد القدس والسيطرة على مقدراته وتهديد مقدساته». وتابع زقزوق «أن إقبال الوفود الإسلامية الغفيرة على القدس لتثبيت الحق الإسلامي يمكن المسلمين من فضح إسرائيل أمام الرأي العام العالمي لأنها سترفض هذه الزيارات بما يثبت للعالم كله تعنتها ورفضها لحرية العبادة، كما أن هذه الزيارات ستسبب رواجا للاقتصاد المقدسي وليس الإسرائيلي كما يزعم البعض». وأبدى زقزوق موافقته على تزويد السلطة الفلسطينية بالمناهج الدراسية التي يدرسها دعاة مصر في الدورات التدريبية التي تقيمها الوزارة، كما وافق الوزير على إرسال عدد من الدعاة وقراء القرآن الكريم إلى رام الله في شهر رمضان المبارك المقبل، والنظر في إرسال دعاة على مدار العام لدعم ومساندة الشعب الفلسطيني في مواجهته لعمليات التهويد التي تقوم بها قوات الاحتلال الإسرائيلي.