أوضح شيخ الأزهر الدكتور محمد سيد طنطاوي أنه لم يبد حتى الآن رأيه بالموافقة أو الرفض لزيارة المسجد الأقصى وحضور الاحتفال بذكرى الإسراء والمعراج في شهر يوليو المقبل، مشيرا إلى أن هذا الموضوع «لا يزال تحت الدراسة». وبين طنطاوي أنه تلقى دعوة شفهية غير رسمية من وزير الأوقاف الفلسطيني محمود الهباش، نافيا موافقته على تلك الدعوة، خاصة أن بعض وسائل الإعلام ذكرت أن الدعوة بطلب من الرئيس الفلسطيني محمود عباس، وأكد ذلك بيان مشيخة الأزهر الذي أوضح فيه أن خبر زيارة شيخ الأزهر «عار من الصحة». وأشار طنطاوي أن هذا النفي يقطع الطريق على بعض وسائل الإعلام لاستغلاله للهجوم عليه دون مبرر. وجاءت دعوة الوزير الفلسطيني خلال زيارته لمشيخة الأزهر على هامش مشاركته في المؤتمر العالمي للشؤون الإسلامية «مقاصد الشريعة»، إلا أن طنطاوي نفى. وكان أحد أعضاء وفد المملكة في مؤتمر الشؤون الإسلامية في القاهرة وهو الدكتور محمد بن صالح الصالح وجه انتقادا للسلطة الفلسطينية باتهامه لها بالفساد الأخلاقي والمالي، مما أثار غضب أعضاء الوفد الفلسطيني. رفض وتأييد ومع أن أستاذة العقيدة والفلسفة في جامعة الأزهر رفضت زيارة شيخ الأزهر أو حتى مفتي مصر القدس، فإنها أسمت الإعلان عن زيارة المنتخب الأولمبي المصري للقدس بتأشيرات إسرائيلية ب «شدوا الرحال»، مشيرة إلى أن رفضها لزيارة الرموز الدينية إلى القدس «حتى لا تقوم إسرائيل بتأويل هذه الزيارات، وتوضيح أن كل شيء على ما يرام بين المسلمين واليهود أمام الرأي العام العالمي»، أما زيارة المنتخب المصري تسهم في فك الحصار الإسرائيلي عن الأراضي الفلسطينية، في الوقت الذي رفض فيه رئيس اللجنة الدينية في البرلمان المصري الدكتور أحمد عمر هاشم تلك الزيارة للمنتخب المصري؛ لأنها تعد بذلك اعترافا بمشروعية الاحتلال الإسرائيلي للأرضي الفلسطينية. بالونة رد الفعل أما مفتي مصر الدكتور علي جمعة فطالب بضرورة سلسلة تحركات للعالم الإسلامي للرد على الاستفزاز الإسرائيلي في عزمها على إدراج الحرم الإبراهيمي ومسجد بلال بن رباح في الضفة الغربيةالمحتلة على لائحة المواقع الأثرية اليهودية، مشددا على أهمية سرعة اتخاذ إجراءات قضائية في محكمة العدل الدولية لإثناء إسرائيل عن نيتها لانتهاك مشاعر المسلمين، لكنه يشير إلى أن ما تشيعه إسرائيل من أخبار في شأن ما تسميه مواقع أثرية يهودية مجرد بالونة لاختبار رد فعل المسلمين المتوقع على مستوى الحكومات والشعوب، لافتا إلى أنه في حالة تنفيذ إسرائيل قرار الضم فعليا لهذه الأماكن الإسلامية فإن ذلك ينذر بصراع ديني ومواجهات خطيرة تهدد الأمن والسلم الدوليين، بينما يكرس العالم جهوده لتكريس حوار الأديان ونشر ثقافة التسامح وقيم التعايش السلمي. من جانب آخر، طالب المشاركون في المؤتمر الدولي للشؤون الإسلامية في ختام أعماله توحيد الجهود لمواجهة الغطرسة الإسرائيلية وعمليات التهويد التي تقوم بها قوات الاحتلال في الأراضي الفلسطينية، ومنها القدس والخليل، ورفض السماح للاجئين الفلسطينيين بالعودة لديارهم. وانتقد المؤتمر قيام قوات الاحتلال الإسرائيلية بضم مسجدي الإبراهيمي وبلال إلى الآثار اليهودية، محملا سلطات الاحتلال المساس بحرمة المسجدين والمسجد الأقصى، مناشدا المجتمع الدولي فرض إرادته على إسرائيل لنزع أسلحة الدمار الشامل. ودعا المؤتمر إلى الاتفاق على آلية محددة لاجتثاث الإرهاب من جذوره، وترسيخ الاحترام المتبادل بين الأديان، والعمل على استظهار القيم المشتركة بين الديانات والرسالات السماوية بما يحقق الخير للإنسانية. وفي نفس السياق، دعا خطيب الحرم الإبراهيمي الشيخ تيسير التميمي في كلمة له في مؤتمر «المقاصد الإسلامية» المسلمين إلى زيارة القدس والصلاة في المسجد الأقصى لمواجهة عمليات التهويد لقوات الاحتلال الإسرائيلي، مطالبا التركيز على قضية القدس وما تقوم به قوات الاحتلال الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية، مبينا أن العالم الإسلامي إذا استمر في صمته فستقوم قوات الاحتلال الإسرائيلي بهدم المسجد الأقصى. ومن جانبه، دعا الأمين العام الأسبق للمجلس القومي لحقوق الإنسان في مصر الدكتور أحمد كمال أبو المجد الأمة إلى توحيد جهودها لمواجهة عمليات تهويد القدس، واصفا إياها أنها «أمة حائرة في عالم محير».