يترقب معظم العرب والمسلمين بلهفة ما يمكن أن يقوم به دولة رئيس الوزراء التركي رجب أردوغان إن لم تقم إسرائيل بتعديل ما ارتكبته من خطأ في حق تركيا الدولة الإسلامية العظيمة عبر العدوان الآثم على باخرة مرمرة المحملة بالمساعدات الإنسانية، وفي غالب الأحوال فإن الصهاينة لن يأبهوا بالتهديدات التركية ما دامت في حدود الأقوال والوعيد أو أنها لم تتعد الإجراءات الدبلوماسية والاقتصادية، كما أن هذا الكيان لا يهمه ما يقال عن مروقه وعدم مبالاته بالقوانين الدولية لأنه تعود على أن يكون كل ما يقال مرتبطا زمنيا بما ارتكب من جرائم ومخالفات، وأن آثارها الإعلامية والسياسية محدودة ويمكن لهم احتواؤها في كل مرة حسب المعتاد! وبناء على ما تقدم ذكره فإن المتوقع من دولة أردوغان أن يكون هدفه من الوعيد الذي أعلنه أحد هذه الاحتمالات: أولا: أن تستجيب إسرائيل للضغوط الدولية والتركية وتحقق ما هو مطلوب منها من رفع للحصار والسماح بإجراء تحقيق دولي عما فعله جنودها ضد قافلة الحرية وترضح لنتائج التحقيق، وكل ما ذكر لا يبدو أن الصهاينة مستعدون للقيام به وأن جميع توقعات الحالمين بانصياعها سوف تذهب أدراج الرياح! ثانيا: أن يحدث ما هو متوقع من تجاهل صهيوني للعالم كله، وفي هذه الحالة ماذا ستفعل تركيا بقيادة أردوغان، هل ستكتفي ببعض الإجراءات السياسية من جانبها ضد الكيان الصهيوني حفاظا على ماء وجهها، أم أنها ستحول الأقوال إلى أعمال وتملأ الجو أزيزا والبحر أساطيل، وهل تطيق ذلك في ظل التوازنات الدولية التي لا تخفى حتى على الأعمى؟! ثالثا: أن يكون دولة أردوغان قد أعجبه الأسلوب الذي اتبعته دول إقليمية جعلت قضية فلسطين مجالا للشعارات والخطب وسوف نفعل وتفعل! ثم لا يكون من وراء ذلك أي طائل أو رد لصائل، ومع هذا فإن «الجماهير» صدقت تلك الدول وآمنت بها وأصبحت تحمل صور زعمائها خلال المظاهرات التي تبدأ من أول الشارع وتنتهي في آخره بقارورة ماء أو علبة عصير بسبب التعب والهجير، فأراد دولته المزاحمة على الإعجاب وكسب كلمات الإطراء وقصائد المديح من الذين توهموا أن محمد الفاتح قد أطل عليهم مجددا من وراء التاريخ فيكسب المجد مثل غيره دون إطلاق رصاصة واحدة، وقد تكون هناك احتمالات أخرى لم نصل إليها بعد! للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 162 مسافة ثم الرسالة