فككت دوريات الأمن في جدة أمس شبكة هندية احترفت تزوير المستندات الرسمية، الصكوك، دفاتر الإقامات، رخص القيادة، عقود الأنكحة الكشوفات الطبية للعمالة الوافدة، وبطاقات العمل الإضافية. وبحسب التحقيقات التي أجراها ضباط السلطات الأمنية فإن شبكة محيي الدين احترفت العمل منذ أعوام ونجحت في التواصل والانتشار بين المخالفين من جنسيات عدة، وأنشأت وكرا لممارسة أعمال التزوير بسرية تامة قبل أن تسقطها قوات الأمن في عملية دهم سريعة ومفاجئة. سيناريو القبض على أفراد الشبكة، بدأ عندما رصدت دوريات الأمن تحركات مشبوهة لوافد يحمل حقيبة ويتجول من مكان إلى آخر، حيث تم رصده وهو يتسلم مبالغ مالية من بني جلدته، ثم انتقل إلى إحدى الشقق السكنية في حي الفيصلية قبل أن يغادرها وهو يعلق ذات الحقيبة على كتفه، ثم اتجه مباشرة إلى منطقة شعبية تكتظ بالحركة في حي الفيصلية والتقى وافدا من جنسية آسيوية وسلمه أوراقا، ليمهرها عضو الشبكة بختم يخص الشؤون الصحية. رجل الأمن الذي راقب تحركات عضو الشبكة، ألقى القبض على الوافد الذي استلم الأوراق المختومة، ليتضح أن الأوراق مزورة وعبارة عن تقارير طبية عليها ختم وزارة الصحة والمنشأة الطبية الخاصة، وأكد المقبوض عليه أنه دفع 100 ريال للمزور مقابل الحصول على الأوراق والتقارير المزورة. وهنا، أعدت السلطات الأمنية خطة احترافية لإسقاط أفراد الشبكة، بعد ورود معلومات مؤكدة أن المزرو يستعد لتسليم مستندات ووكالات رسمية لأحد أبناء جلدته، حيث نفذت عملية الدهم للوكر وضبط متلسبا بجرمه، ومعه شقيقه الآخر الذي يعد الذراع الأيمن للمزور. التحقيقات الموسعة التي أجرتها دوريات الأمن، كشفت حقائق مذهلة من بينها أن محيي الدين يعمل على استخدام إقامات رسمية مسروقة من أصحابها تنزع بعضها وتترك البقية لوضع الصور الجديدة للزبون، كما دل على مجموعة من الأوراق الرسمية والوثائق المزورة. واعترف محيي الدين أنه يبيع الإقامة المزروة بمبلغ يصل إلى 1000 ريال، وأظهرت أعمال ضبط الوكر وجود أقلام وأحبار ملونة، ويجيد محيي الدين الذي يعد بارعا في الرسم أسلوب نزع ولصق الصور، حيث تبدو الإقامة وكأنها حديثة وغير مزورة على الإطلاق، ويساعد المزور في ذلك إتقانه لاستخدام الأولوان الخشبية والمائية، ما مكنه من صناعة أختام لوزارة العدل لتزوير صكوك الأراضي والوكالات الشرعية، وأختام منشآت طبية خاصة تستخدم في إصدار كشوفات العاملين التي تثبت خلوهم من الأمراض. أعمال الدهم كشفت أيضا عن ضبط تسعة أختام لمؤسسات وورش ومطاعم خاصة، وأخرى تابعة لوزارة الداخلية والجوازات وعدد من المستندات، واستكرات الغرفة التجارية، كما تم ضبط جوازات سفر بالعشرات وإقامات مزورة وأخرى مفقودة من أصحابها، حيث يعمد المزور إلى بيعها على آخرين بعد تعديل الصورة ورقم السجل المدني، وأفصحت التحقيقات عن تعاون المزور مع عدد من النشالين لجلب الإقامات ورخص القيادة لاستخدامها في التزوير. ولم تنطل محاولات المزور تقديم رشوة تصل إلى 50 ألف ريال لأحد أفراد دوريات الأمن الذي أعد كمينا وطلب من المزور تقديم المبلغ، وشرع محيي الدين في إجراء الاتصال ببعض معارفه حيث نجح في جمع نحو 30 ألف ريال خلال ربع ساعة من اتصالاته، فيما تم الاتفاق على تسليم المبلغ بعد مغادرة المزور ومعاونه مسرح الجريمة، لكن رجل الأمن رفض ذلك، حيث أضيفت إلى التهم الموجهة للمزور تهمة محاولة رشوة رجل الأمن. عملية القبض على أعضاء الشبكة جاءت بمتابعة من مدير شرطة جدة اللواء علي الغامدي، وقاد فريق العمل والتحركات الأمنية مدير إدارة دوريات الأمن العقيد سعد بن أحمد الغامدي، بدوره أكد الناطق الرسمي لشرطة جدة العقيد مسفر الجعيد أن سلطات الأمن ماضية ومستمرة في تعقب مخالفي النظام الذين يقومون بأعمال التزوير، وسيتم تقديمهم للعدالة. وأضاف تم إيقاف عدد 3 أشخاص على ذمه التحقيق، فيما تم تحريز عدد من الوثائق والأختام المختلفة والتي كانت تستخدم في أعمال التزوير.