منذ البارحة بدأ مهووسو العالم في تحويل كل ما حولهم إلى ألوان ما يعشقون من مدارس كروية عالمية، وبدأ كل منهم بالتوشح بألوان ميسي وملليتو أو كريستيانو رونالدو و«بشكته»، أو الأسباني توريس أو كاكا البرازيلي، ولا استبعد روني والإنجليز أم غير هذا وذاك. وبدأ سباق سينتهي بلقب جديد في الغالب هو لأحد الأباطرة في كرة القدم العالمية، التي من غير المستبعد أن تكون إيطاليا أيضا من يختطف بطولتها، كما في الدورة السابقة دونما ترشيحها كفرس رهان لخلو قائمتها من ذوي الكاريزما.. في الوقت نفسه هناك سباق من نوع خاص بدأ أخيرا في مدينة الإنتاج الإعلامي في القاهرة، وفي العديد من مدن الإنتاج التلفزيوني العربي من أجل مواجهة الهياكل التلفزيونية الرمضانية وما تتطلبه كل تلك الفضائيات من مواد.. سباق رياضي هناك يقوده ميسي وآخر فني.. هنا تشارك فيه ميس حمدان و«بشكتها» التي كانت واحدة من نجمات رمضان الماضي تلفزيونيا.. وبعودة بسيطة لكشف التباين بين نجوميتي الفن والرياضة نجد أنها توازنات أكثر من غريبة، فنجومية اللاعب أكثر من طاغية في سني توهجه وتتجاوز النجم في عالم الفن محبة وأرصدة مالية، ولكنها تظل في سني نجوميته لا غير بينما نجومية الفنان «مع ملاحظة الموهوب منهم وأصحاب الكاريزما» مثل جورج كلوني اليوم ومارلون براندو في الأمس، قد تطول أضعاف أضعاف أعمار نجومية اللاعب الذي يفرد ويطوي الشهرة والنجومية خلال عمره الافتراضي. ذكرني هذا بحديث طريف جرى بيني والنجم التلفزيوني المعتزل أو المتحول إلى الإعلام المعتدل والسوي مجدي إمام قبل أكثر من ربع قرن عندما حكى لي عن معاناته مع الصحف وتحديدا أرشيف الصحف الذي كان ينشر صور مجدي إمام اللاعب الذي كانت نجوميته طاغية في عالم الكرة المصرية يومها بدلا من صورته في الأخبار الفنية، فجاءت مواساته من الكاتب الكبير أنيس منصور الذي قال له: لا تبتئس أنت أكثر شهرة واسما عندما يأتي الموضوع عند الصورة ومعرفة الناس للنجم، فأنت كلك معروف ومعروفة ملامحك لديهم وصورتك ملء الشاشة، بينما اللاعب بالكاد يبدو رأسه إعلاميا وليس ملامحه.. جرب لتسير وإياه في شارع لتعرف الفرق!. فاصلة ثلاثية... اقتطاف من فكر سعيد عقل وحنجرة فيروز : ظمىء الشرق فيا شام اسكبي واملئي الكأس له حتى الجمام أهلك التاريخ من فضلتهم ذكرهم في عروة الدهر وسام أمويون فإن ضقت بهم ألحقوا الدنيا ببستان هشام.