لم يبق من معلقنا الرياضي الشهير محمد عبد الرحمن رمضان إلا عفويته وخفة ظله وصراحته المتناهية بعد أن غدا رهين بيته وداهمت سكون شيخوخته هموم المرض الذي ينهش فقرات ظهره وبعد الأصدقاء والأضواء وبضعة أيام من دنيا أدارت له ظهرها بعد أن اشتعل رأسه شيبا.. الرمضان الذي رأيته يغالب لحظات انكساره بإطلاق النكت الساخرة ما زال شجاعا في تمسكه ببقايا الذاكرة ودفاعه عن سنوات حضوره في تاريخنا الرياضي بشواهد المواقف والأرقام. قال بكل صراحة إن التدخلات مشكلة المنتخب والكرة السعودية، وإنه ذهب ضحية وضوحه ووطنيته. عميد المعلقين العرب، تمسك بأوليته في التعليق بشهود وإثباتات، وتشاءم من غياب المعلق الجيد في الساحة المحلية، وطالب بعودة مرجعية لجنة المعلقين لوزارة الثقافة والإعلام. الرمضان الذي اعتبره البعض عنصر شقاق وحالة تصادم دائمة لم يتنازل عن آرائه ومواقفه وأعلن لأول مرة انقباض مشاعره من الاتحاد لحروبه غير النظيفة مع الوحدة، مع أن ابنه الوحيد محمود يشجع الاتحاد وكشف عن أصدقاء دراسته الذين وأدوا مسيرته الرياضية. الثمانيني الذي ولد في حارة الباب في مكة قبل 77 عاما، عاصر سنوات تأسيس الرياضة السعودية -لاعبا وحكما وصحافيا ومعلقا وإداريا- وفي ثنايا حديثه مناطق شائكة ومرتدات وملامح تستحق لتراكمات الزمن وأخاديد السنين.. ولدت شبيها بأقراني؛ فدرست في الكتاب وأروقة الحرم والتحقت بمدرسة الفلاح ومنها إلى تحضير البعثات ثم اتجهت إلى جامعة الملك سعود (الرياض سابقا) لأكون من أوائل طلبة العلوم السياسية لكن غلبت الهواية على مسيرتي. فرغم وجودي في ديوان رئاسة مجلس الوزراء في تلك الفترة، إلا أن خطواتي شدتني نحو الرياضة كثيرا فلعبت جناحا أيمن من حبي للكرة الهجومية والهجوم في كل شيء، لكنني لم أستمتع بفترة الانطلاق كثيرا، فقد فرملني والدي بالزواج المبكر ولم أكن أكره ذلك، فعوضت شغفي بدخول بلاط الصحافة في صحيفة (البلاد السعودية) التي صدرت من مكة ورأس تحريرها في تلك الفترة عبد الله عريف ومعه الشريف محمد بن شاهين أستاذ المحررين الرياضيين. لا أنسى تأثير أستاذي الشيخ أبو تراب الظاهري -رحمه الله- على مسيرتي؛ فقد كان يتولى قراءة قصصي التي أكتبها باهتمام فيصوبها لغويا وظللت متواصلا معه أصلي الجمعة في خلوته في الداوودية، ومعي عبد الله جفري ومحمد سعيد طيب، كما تشرفت بالعمل في اليمامة مع الشيخ عبد الله بن خميس -شافاه الله-، ودخلت وقتها في معارك طاحنة مع السماري وغيره. وفي الوقت الذي كان فيه الناس مغرمين بأم كلثوم، كنت أنا متيما بالمعلق العربي الكبير الكابتن محمد لطيف -رحمه الله- فدخلت التعليق من باب الإعجاب والتقليد وعشقي للرياضة. وما زلت حتى اليوم أعاني من هذا العشق فقد أصابتني الجلطة الأولى في ماليزيا عندما كنت أعلق على مباراة المنتخب مع الصين وكان منتخبنا متقدما 2-0 وفي خلال 16 دقيقة أمطر الصينيون مرمانا بأربعة أهداف فأصبت فنقلوني بطائرة خاصة. وأصبت بالجلطة الثانية عندما مزق العراق مرمى منتخبنا في دورة الخليج الرابعة في قطر بسبعة أهداف ويومها كان مبروك التركي -رحمه الله- يمسك باللاعب والمدافع توفيق المقرن يمسك بالكرة ففقدت الوعي ووجدت نفسي في المستشفى التخصصي، ثم أصابتني جلطة ثالثة ولكن كما يقولون (عمر الشقي بقي) والحمد لله ما زلت أعيش رغم استئصال ثلاث فقرات من ظهري في الفترة الأخيرة وعجزي عن السير وأتمنى ألا أعيش إلى أرذل العمر. • المعروف أنك صاحب سبع صنائع والبخت ضائع؟ الأمير فيصل بن فهد -رحمه الله- طلب مني أن أتخصص في التعليق فقط ، وعندما بدأ تشكيل الاتحادات الرياضية كنت من أوائل من عمل في تشكيلها فوضعت نفسي في اتحاد كرة القدم فقال لي الأمير فيصل أريدك في اتحادي اليد والتنس، فكنت أول سكرتير لاتحاد كرة اليد وكنا اللعبة الثانية بعد القدم، وحقق منتخبنا نتائج باهرة في تلك الفترة مع جيل طلال حمزة وفهد صبيح وصالح الطريقي الذي أطلقت عليه لقب (المطرقة). • وما دخلك بالألعاب المختلفة؟ لسابق تجربتي مع زاهد قدسي في إنشاء نادي أهلي مكة للألعاب المختلفة عام 1387ه، وهو أول ناد لألعاب التنس والسلة والكرة الطائرة في المملكة ولا علاقة له بنادي أهلي مكة لكرة القدم الذي أنشئ في السبعينيات الهجرية، ولكن نادينا لم يكن ناديا رسميا؛ لأنه لم يتم الترخيص له لأن شروط التسجيل تتطلب أن تكون في النادي لعبتان جماعيتان ولعبة فردية فجاء عبد الله عريف -رحمه الله- في تلك الأيام وأخذ النادي إلى كازينو بالاشتراك بقيمة ثلاثة ريالات فضة، وكان من أبرز نجومه الدكتور عبد الرحمن ظفر وعلي مراد رضا وأحمد الحمدان الذي كان ممثلا ماليا، وتفوقنا على فريق سلاح المظلات منافسنا الوحيد آنذاك وكنا نذهب إلى جدة للعب مع فريق النهضة في باب شريف الذي كان يضم فوزي خميس -رحمه الله- وعبد الله باحميشان ولم تكن هناك ألعاب مختلفة في أندية الاتحاد والأهلي. • لماذا أعلنت أسبقيتك في التعليق على أول مباراة إذاعية بعد وفاة صديق عمرك زاهد قدسي -رحمه الله- وهو ما استدعى ابنه إبراهيم لنفي ذلك؟ زاهد أخي وحبيبي والموضوع كما أقوله لك تاريخيا إن الإذاعة السعودية كانت في نهاية السبعينيات الهجرية موجودة في جبل هندي في مكة ومديرها آنذاك طاهر زمخشري المعروف ب(بابا طاهر) وليس فيها إلا مهندس صوت اسمه حسن حلمي -رحمه الله- ومذيع محترم أعتبره أستاذي هو الفنان والشاعر الرقيق مطلق مخلد الذيابي الملقب ب(سمير الوادي) وفي تلك الفترة من عام 1377ه لعبت الوحدة مع الاتحاد في المباراة التي انتهت 4/ صفر للوحدة وقام بتسجيل المباراة بصوتي على أشرطة سينما المخرج القدير عبد الله باجسير وأعطى منها نسخة للأمير عبد الله الفيصل -رحمه الله- ونسخة لي والثالثة احتفظ بها لنفسه وكان مقدم المباراة المذيع الكبير بدر كريم وتستطيع أن تسأله. أما في عام 1381ه فقمت بالتعليق على مباراة الوحدة والهلال لمدة ربع ساعة ونقلت من إذاعة طامي. • سبقتها إذاعة أرامكو في الشرقية؟ نعم وكان أقصى مدى لها خريص فقط، وعلقت فيها على مباراة النهضة والهلال عندما كانت النهضة أفضل فريق في المنطقة الشرقية. • لكن المباراة التي عليها خلاف وأسبقية لزاهد قدسي في التعليق من إذاعة رسمية على الهواء مباشرة كانت بين أهلي الرياض (الرياض حاليا) وأهلي جدة بتاريخ 22/8/1382ه؟ هذه المباراة علقناها بالتناوب، شوط للإذاعة بصوتي وآخر للتلفزيون وصوت للإذاعة بصوت زاهد قدسي وآخر للتلفزيون والمسألة للتاريخ فقط وليس فيها نيشان. • عندما توفي زاهد قدسي توقفت عن التعليق لماذا؟ قلت مات توأمي ولن أعلق. • لماذا اعترضت على تكريم علي حميد وعصام الشوالي من قبل جائزة زاهد قدسي؟ لأن الجائزة لتكريم المعلقين السعوديين ويجب أن تظل كذلك. • المقربون من الأمور يعلمون أنكم كنتم تديرون لجنة المعلقين لصالحكم حتى جاء أمر الله؟ يجب أن تعلم بداية أن لجنة المعلقين اسمية فقط وليس لها أي دور في اختيار المعلقين لدرجة أننا كنا نضع أسماء فتأتي التوجيهات بأسماء أخرى وهذا ما استدعى اختفائي في فترة من الفترات عن الحضور لاجتماعاتها مع أنني نائب رئيس اللجنة وأمينها العام ومقرها في مكةالمكرمة. وأتذكر أن الدكتور صالح بن ناصر طلب أن أمثل رعاية الشباب وأن يمثل سليمان العيسى وزارة الإعلام وزاهد قدسي المعلقين وبعد أسبوعين من هذا الكلام استقال سليمان العيسى لأن اللجنة ليس لها دور. • لماذا قال أحد المسؤولين أنك شؤم على المنتخب؟ المسألة قناعات بالنسبة للمسؤولين وفي تلك الفترة كنت المعلق الأول مع المنتخب وكنا في خارج المملكة فقناعة المسؤول آنذاك رأت أن سعود جاسم أفضل للمنتخب من أمين دابو وماجد عبد الله فصرحت من حبي لوطني بأن هذا اختيار خاطئ فصدر قرار بتنحيتي لأنني شؤم على المنتخب، وأنا أعرف أن علي داوود رفض في أول الأمر وقبلت أن أجلس معه أثناء المباراة من باب السمع والطاعة ومنها كانت انطلاقة علي داوود عام 1984م في كأس آسيا في سنغافورة. • هذا يعني أن اختيار لاعبي المنتخب لم يكن يخضع لمواصفات المدرب فقط؟ وإلى الآن. • وهل هذا أحد أسباب عدم وصولنا لكأس العالم التي تفتتح اليوم ووصول منتخبات ضعيفة مثل كوريا الشمالية ونيوزيلندة ممثلة لقارة آسيا؟ الحقيقة أن هناك تدخلات كبيرة على الجهاز الفني للمنتخب ويتم الاختيار أحيانا كنوع من المجاملة والخوف من فقدان مركز، وأرجو أن لاتجعلني أستفيض في القول لأنني لاأريد أن أهان في آخر أيامي. • لكن مقولة الشؤم ترسخت بعد ذلك وأصبحنا نفوز بالبطولات ووصلنا لكأس العالم أربع مرات متتالية؟ وما علاقتي أنا إن فاز المنتخب أو انهزم بذلك. ولمعلوماتك فقد كانوا يطلبونني بالاسم، ففي عهد الملك فهد (رحمه الله) طلبني الأمير فيصل (رحمه الله) وقال لي: الملك فهد يريدك أن تعلق على إحدى المباريات، وفي إحدى المرات جاءني عبد الحميد مشخص (ر حمه الله) وكان يعمل في السفارة السعودية في القاهرة وكنت سائحا مع أسرتي في القاهرة فقال لي: تم اختيارك لمرافقة المنتخب في الكونغو. وظل الأمير سلطان بن فهد يرشحني للتعليق في أكثر من مباراة نهائية للتلفزيون والبكر للإذاعة فزعل البكر، وفي إحدى المباريات كان البكر مرشحا للتعليق فجاءت التعليمات بأن أعلق ويعلم بهذه المسألة منصور الخضيري وعندما أبلغ البكر بالموضوع رفض إعطائي الأوراق الخاصة بالمباراة فعلقت عليها بخبرتي. • ربما أثرت فيه السنوات العشر التي حرمتموه فيها من فرصة التعليق من عام 1396 إلى 1406ه، بل وقدمتم معلقين ضعافا مثل حافظ جمعة وسلطان العبد الله ويوسف الشريدة لكي تخلو الساحة لكما؟ والله ما قعدنا لأحد، وفي الأخير هاجم البكر زاهد قدسي (رحمه الله) ولم يهاجمني لأنه لا يد لي في الموضوع. • الناس لمست وجود قطيعة بينك وبين علي داوود؟ ليس بيننا قطيعة وعلي يزورني كلما أتى إلى السعودية حيث يرافق ابنه في دراسته حاليا في القاهرة، لكن الفرق بيني وبينه كما قلته في إحدى الندوات مع عبد الله الضويحي إن علي داوود لديه تقنيات لغوية فيهذب ويشذب ويتعامل بأسلوب التورية فيقول للأعور (عينه كريمة) بينما أنا أقول له (أعور) وبس. • لكنك استمررت بعد ذلك؟ خففت من تواجدي. • أعلنت عن حبك للأهلي عندما كنت معلقا والبعض يرى في إعلان الميول عدم نزاهة؟ هذه مشاعر شخصية لا دخل لها بالأمانة المهنية وليست وصمة عار في تاريخي، ومازلت أقول إنني أحب الأهلي بعد الوحدة. • والاتحاد. لا أحبه. • لماذا ؟ لأنهم بكل بساطة حاربوا الوحدة بطرق غير نظيفة قبل مبارياتهم معها خارج الملعب. • أي طرق تقصدها؟ لا تعليق. • لكنك نسيت أنك ظللت تردد دائما العبارة الشهيرة (اللي تغلب به العب به)؟ هذا الكلام في الملعب في الخطط والمهارات وليس خارج الملعب. • الغريب أنك شهدت عملية بيع لاعبي الاتحاد للأهلي وطيب الذكر مقبول وكنت وقتها مساعدا لعبد الله كعكي في مكتب رعاية الشباب في جدة، فماذا فعلت؟ قضية بيع اللاعبين تمت برضى الاتحاديين وأنا كنت شاهدا على تلك المرحلة. • خلاصة الموضوع كما سمعتها من عبد الله كعكي أن الأوراق كانت تأتيكم موقعة ورسمية في نظركم وانتهى الموضوع، لكن كيف تمت .. هذا هو السؤال؟ بل هذا هو المهم. • لماذا أصررت على الدخول في مناطق شائكة دينيا من خلال الكلمات التي كنت تقحمها في تعليقاتك؟ الدعابة في دمي حتى وأنا أنازع ولم أجد أي مشاكل من وراء الكلمات التي قلتها. • وبماذا تفسر قصة استتابتك وحجزك لأكثر من خمسين يوما بسبب عبارات (دابو أخذهم صفا ومروة ومعبود الجماهير)؟ هذا الموضوع بدأ بمقال كتبه الكاتب الهلالي أحمد الرشيد وقال فيه (تب يارمضان) لأسباب خاصة، والعبارة وردت في مباراة بين الأهلي والهلال وكان دابو ملك المراوغات فقلت: دابو أخذ الظهير وطلعه الصفا ونزله المروة. وهي عبارة يقولها أغلب أهل مكة وليست من اكتشافات محمد رمضان، مثل ما يقول إخواننا المصريون: مشوروا. وأنا لا أخفيك أنني استفتيت فيها عددا من المشايخ من بينهم الشيخ علوي مالكي وقال لي: مافيها شيء. لكن حصل اللي حصل ولم ينقذني من تطور الموضوع إلى ما هو أسوأ إلا تدخل الأمير فيصل بن فهد (رحمه الله). • ويوسف أيها اللعيب؟ كنت معجبا بيوسف الثنيان لدرجة غريبة، ولكنني انتقدته وهاجمته عندما بصق على عمر المهنا. • هل جاءتك عروض خارجية بعد التوقف؟ اتصل بي خالد الحربان للانضمام لمحطة أوربت في تلك الفترة ولكنني رفضت من باب أنني وئدت بعد كل ما قدمته للرياضة السعودية لاعبا وحكما وإداريا ومعلقا ومسحوني بجرة قلم. • ممن؟ من أصدقاء عمري. • ما هو الأفضل للتعليق الرياضي أن يرتبط بالرئاسة أم بوزارة الثقافة والإعلام؟ دون شك من الأفضل أن تكون مرتبطة بوزارة الإعلام. • من ترى أمامك من المعلقين حاليا؟ لم يبق لدينا بعد اعتزال البكر إلا ناصر الأحمد وهو الوحيد الذي يتصل بي مرارا وتكرارا من المعلقين. أما ابن غازي صدقة فأبوه أفضل منه واعتقد أن للعلاقات دورا. • مع أن المؤرخ محمد القدادي معجب فيه جدا؟ الأخ محمد القدادي أخونا الصغير وولدنا وبدايته كانت في الأخبار الداخلية في صحيفة الندوة وفجأة صار في الرياضية وتعاون مع فوزي خياط ثم عمل مديرا كبيرا وطلع تاريخ، لكن هذا لا يعني أن أي تاريخ يكون قرآنا لا يمس. وقال معلومات غير صحيحة وأخذ من أمين ساعاتي وباع على أمين ساعاتي وعلى الكل. • اضرب لي مثالا؟ تاريخ تأسيس نادي الوحدة عام 1369ه اللي كان عبدالله عريف يقول عنه: خليهم يقولوا اللي يقولوه. هل يعقل أن تأتي الوحدة في التأسيس بعد الاتحاد والأهلي. • هذا الدفاع عن تاريخ الوحدة لم يخف أنك أكثر من آذى إدارات الوحدة عندما كنت مديرا لمكتب رعاية الشباب في مكة؟ هذا كلام مردود عليه وعليك أن تسأل محمد عبده يماني وجمال تونسي وعبدالوهاب صبان وعبدالمعطي كعكي وابن خالته الذي يعمل في المكتب ماذا قدمت للنادي. الوحدة لم تدفع ثمن عدم وفاء محمد رمضان وإنما ثمن هروب أبناء مكة من تقديم الدعم الكافي لها. • تقصد الدعم المشروط؟ ماني فاهم. •على طريقة عضو الشرف اللي كان يقدم دجاجا يوميا لعمال النادي وتوقف لأنهم رفضوا تدخله في عمل الإدارة؟ هذا كلام غير صحيح. • سمعته شخصيا من لطفي لبان؟ لطفي لبان ليس مصدرا، وأنا أعرف أن هذا العضو يرسل لهم يوميا كرتون بيض وثلاثة كراتين دجاج ويأكل منها كل المتعاقدين مع نادي الوحدة. • هذا هو الدعم المطلوب من عضو الشرف؟ بالطبع لا. • إذن معهم حق جمهور الوحدة في الترحم على أيام الأمير عبدالمجيد، رحمه الله؟ وجود الأمير عبدالمجيد رحمه الله قطع الطريق على من يرغبون في تخريب النادي. • بدأت في الآونة الأخيرة تظهر من خلال وسائل الإعلام وتعلن مسامحتك لمن أساء إليك لكنك لم تستسمح من الوحداويين الذين جرحتهم مثل لطفي لبان وحاتم خيمي؟ أنا لم أجرح لطفي وهو الذي بدأ يأخذ مني موقفا مع أنني زرته عندما كان مريضا وكنت أحد الأشخاص الذين كتبوا للأمير سلطان عن حالته المرضية، وقد ناصرته كثيرا حتى قبل أن يصبح لاعبا في الوحدة والشهادة لله إنه كان في عصره أفضل مدافع. • أفضل من عبدالرزاق أبوداوود؟ أكبر منه وأقدر بمراحل، خصوصا في بداياته، ولعلمك فالدكتور عبدالرزاق بدأ حياته مع شقيقه العمدة محمود أبوداوود في نادي الوحدة ومعهما شقيق ثالث لا أتذكره الآن ولم يقبل عبدالرزاق في الوحدة لتألق لطفي في تلك الفترة. • الغريب أنك رددت عليه عندما قال عن نفسه «أنا أفضل مدافع في المملكة»؟ كلامك صحيح ورددت عليه في حواره مع حسين اليامي رحمه الله بأنه لايوجد أفضل مدافع في المملكة وإنما يمكن أن تكون أحسن مدافع في فترة معينة. • هذا يعني أنك تخالف من قالوا بأن سعيد غراب هو أفضل لاعب سعودي؟ في تقديري الشخصي سعيد لبان أفضل من سعيد غراب. • هذا انحياز واضح لوحداويتك؟ أبدا، سعيد غراب كان معه نجوم ينشد بهم الظهر في صناعة اللعب مثل عبدالمجيد بكر وعبدالمجيد كيال وغنيمة الحربي على عكس اللبان. • لم توضح لي موقفك من لطفي لبان؟ بكل بساطة عندما أصبح المهندس فؤاد محمد عمر توفيق أمين العاصمة المقدسة الأسبق رئيسا للوحدة اختار لطفي لبان لإدارة الفريق ووقتها كنت مديرا لمكتب رعاية الشباب في مكةالمكرمة، فارتكب خطيئة التعاقد مع سمير عبدالشكور مدافع أحد مقابل مليون ريال وتكفل بالصفقة رجل أعمال أعرفه جيدا وسبق أن زارني في بيتي وكانت له مصالح مع أمانة العاصمة، فانتقدت الصفقة وقلت: إما أن لطفي لم يشاهد الدوري أو أنه لايقرأ الصحف، وكنت في لحظة التوقيع قريبا من المنتخب وأعلم إصابة اللاعب الذي كان يسير على عكازين في المدينةالمنورة وأمامه أكثر من سنة ليعود إلى الملاعب لو التزم ببرنامجه العلاجي، فهذا الموقف أغضب لطفي فاتهمني بنقل لاعبي الوحدة للهلال عندما كنت أعمل أمينا عاما مع إدارة الشيخ عبدالرحمن بن سعيد ومن يومها أخذ موقفا مني. • بالعودة إلى اتهامه لك، ألم تكن لك يد في نقل كريم المسفر للهلال؟ أبدا، وللتوضيح فقد ربطتني علاقة بالطائف عندما عملت في ديوان رئاسة مجلس الوزراء وكنت أتواجد في فصل الصيف مع الملك فيصل رحمه الله في الطائف وكان هناك لاعب وسط ممتاز اسمه عبدالكريم صالح المسفر وشهرته (كريم المسفر) ويلعب في عدة مراكز لفريق التضامن قبل دمجه مع فريق ثقيف بعد ذلك ليصبح (تضامن ثقيف) وكان متخرجا لتوه من دار التوحيد في الطائف فجاء إلى مكةالمكرمة للالتحاق بكلية الشريعة فقيل له إن شهادة دار التوحيد لاتقبل، وعندما قابلني في مكة ظن أنني (رئيس كبير) وشرح لي مشكلته، فسألت الشيخ عبدالرحمن بن سعيد هل تقبل لديكم شهادة دار التوحيد فقال لي: نعم تقبل، فقلت لكريم المسفر بحكم أنني اشتغلت أمينا عاما لنادي الهلال واشترطت عليه شرطا واحدا وهو أن يدخل عند من يدخلونه الكلية وهو نادي الهلال وتوسط له في الموضوع الأمير هذلول بن عبدالعزيز، فقال لي كريم: أنا أريد أن ألعب كرة وبس، فالتحق بالهلال بدون أي مقابل مادي وعاش على مكافأة الكلية طوال السنة الأولى، وسكن مع سليمان مطر (الكبش) وزين العابدين، وبعد مرور سنة تم قبوله في كلية الشريعة في مكة فعاد إلى ناديه الأصلي (التضامن) وكان رئيسه حمزة هاشم وسبق له اللعب في نادي الوحدة فتنازل عنه عندما طلب منه الوحداويون ذلك فلعب كريم المسفر للوحدة للمرة الأولى بعد عودته من الهلال. • وزين العابدين مصطفى؟ من أفضل لاعبي رأس الحربة في تلك الأيام ويلعب لفريق العلمين لكنه لم يكن ظاهرا وله رغبة في دخول كلية الشرطة فذهبت معه للتوسط لدى ابن حارتي ومدير الكلية كمال سراج الدين ليقبله ومنها التحق بالهلال. وهو الآن عميد في شرطة الحرم وكان أحد أفراد مجموعتي عندما كنا نخرج من الحرم فنذهب إلى سوق الليل لنتعشى من أكل الجاوة ثم نذهب إلى البيت لنلعب البلوت ومعه الدكتور أحمد باحفظ الله رحمه الله. • ولا دخل لك أيضا في انضمام سليمان مطر للهلال؟ الكبش كان لاعبا مشهورا في سوق الحواري في الطائف فأغراه أحد الهلاليين بالانضمام للهلال فانتقل ولم يكن لي يد في أي شيء ولكن الربط التبس لدى البعض بأنه من مكةالمكرمة لأنه من جنسية أفريقية فقط. • وموقفك من حاتم خيمي والذي يعتبر في سن أولادك؟ مشكلة حاتم خيمي أن هناك من كان يؤمن بقدراته أكثر من الآخرين في فترة عبدالوهاب صبان وشاهدته يتدرب نصف تدريبات الفريق وفوق هذا يلعب أساسيا مع الوحدة مع أن بندر البركاتي أفضل منه ألف مرة لكنه لايلعب وهذا أحد أسباب ضياع الفريق فانتقدته ولكن رغم كل شيء فقد زارني حاتم في المنزل وقلت له ألبسوك ثوبا ليس في حجمك. وأتذكر في إحدى المرات التي كلف فيها علي داوود كمدير للمنتخب مع قدوم المدرب إيفو الذي انتحر بعد ذلك فاستعان بزاهد قدسي وبي لاختيار تشكيلة المنتخب فقلنا له سنختار لك أحسن ثلاثة لاعبين في كل مركز على مستوى المملكة بحيث يكون لديك 33 لاعبا لتقديمهم للمدرب وبعد الفرز خرج حاتم خيمي من التشكيلة برأي المدرب فخرج يقول: للأسف لم يخرجني من المنتخب غير أبناء مكة، فاضطررت للرد عليه وإيضاح حقيقة الموضوع وأن المشكلة أن المدرب لم يقتنع بمستواه. • يقال إن الوحداوية عندهم عقدة اسمها عبدالله عريف؟ هذا صحيح وهي صورة كربونية لحالنا كمسلمين الآن ونحن نقول كان لنا تاريخ وحضارة في الأندلس. • الوحدة للتشليح، ألا تؤلمك هذه العبارة؟ هذه المقولة الشهيرة لمناحي الدعجاني الذي لم يدفع للنادي أكثر من 75 ألف ريال طوال تاريخه مع النادي كما جاء على لسان عبدالمعطي كعكي. • مامدى صحة أن الوحدة بنيت على أنقاض الشبيبة؟ الشبيبة السعودية كان ناديا سعوديا في حارة شعب عامر وأسسه محمد مساوى وفي أول مباراة بين الوحدة والشبيبة كان المشايخ يمسكون من يلعب الكرة ويجلدونه. • إذن هي امتداد لأهلي مكة؟ لا، أهلي مكة كان ناديا في حارة الشامية وأسسه العم هلال شيت وكان حليفا للاتحاد فيما كانت الوحدة حليفة للثغر. • لعبت للنصر المكي الذي كان يضع على صدر فانيلته كلمة نصر، فهل هناك علاقة بينه والنصر الحالي؟ لارابط بين الناديين فنادي النصر المكي كان في الحفاير وشعاره عنابي وأسسه العم سعيد أزهر، أما نصر الرياض فأسسه سوداني بمساعدة أولاد الجبعة وهذا السوداني أنا أشهد بالله أنه كان يأتي لعبدالرحمن بن سعيد فيعطيه ورقة ليستلم أبوات وفانيلات من الفالح في شارع الثميري قبل أن يأتي الأمير عبدالرحمن بن سعود. • خرجت على الناس بقصة الحريق من قبل والآن رهن البيت وكأنك تريد شيئا للفت الأنظار إليك؟ يعلم الله بما أعانيه وماحدث لي، ولا أقول سوى أن هذا حال الدنيا وهناك من نسي من الرجال الأفاضل وهو أهم مني بكثير. • والأصدقاء؟ قلة من يتصلون بي. • تعتقد أنك نلت المقابل الذي تستحقه بعد هذا العمر المديد في الرياضة؟ أنا عاشق للرياضة، والعاشق لايسأل عن المردود.