تحرك الاتحاد الدولي لكرة القدم لإيجاد حلول جذرية للانتقادات العنيفة التي وجهت الحكام في مونديال 2002 في كوريا الجنوبية واليابان، وجرب الفيفا منذ ذلك الوقت عدة أفكار لم تقض على آفة الأخطاء التحكيمية ولم تحصد الإجماع حتى داخل الفيفا وبعض الاتحادات القارية كاليويفا. وقرر الفيفا عدم الاستعانة بتقنية «الكرة الذكية» في مونديال 2006 في ألمانيا بعد تجربتها في كأس العالم للناشئين (تحت 17 عاما) في بيرو التي تظهر تجاوز الكرة لخط المرمى من عدمه وجاء قرار الفيفا بعدما أثبت مونديال الناشئين صعوبة الاعتماد على هذه التقنية بشكل حاسم. ورغم قراره بعدم الاستعانة بحكمين إضافيين في كل مباراة وكذلك بعدم الاستعانة بالإعادة التلفزيونية أو بتقنية «خط المرمى» في نهائيات كأس العالم 2010 في جنوب أفريقيا، يأمل الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) في تحسن مستوى الحكم في المونديال الأفريقي، بعد أن وصف عدد من مسؤوليه أن أخطاء الحكام جزء من اللعبة ولها طابع جمالي خاص على المنافسة. وفجر هدف الفرنسي وليام غالاس في مرمى المنتخب الأيرلندي في مباراة الإياب في الملحق الأوروبي الفاصل في التصفيات المؤهلة لمونديال 2010، العديد من علامات الاستفهام حول الحكام والتقنيات المستخدمة في هذا المجال. وجاء هدف غالاس بعد لمسة يد واضحة من زميله تييري هنري، فصعد المنتخب الفرنسي للنهائيات بدلا من نظيره الأيرلندي. وتتمنى الفيفا رؤية ثمار استثماراتها التي ضختها وبلغت ملايين من الدولارات في برامج تدريب وتأهيل الحكام منذ نهاية المونديال الماضي وحتى الآن، من أجل تحسين الأداء التحكيمي وتضمنت الدورات الدراسية للحكام التركيز على الأداء التقني والبدني والذهني للحكام. وأعلنت لجنة الحكام في الفيفا في فبراير الماضي قائمة بأسماء 30 طاقما تحكيميا (الطاقم يضم ثلاثة حكام) من 28 دولة مختلفة لإدارة مباريات مونديال 2010 وذلك بعد اختيارهم من بين 54 طاقما ثلاثيا من جميع أنحاء العالم. وسمح الفيفا لطاقم حكام المباريات بالتحدث عبر جهاز اتصال مثبت على الأذن، وذلك بداية من مونديال 2006 . وشهدت كأس العالم الماضية في ألمانيا أخطاء تحكيمية بالجملة ما أثار دهشة المتابعين وأعاد إلى الأذهان أخطاء مونديال 2002 في كوريا الجنوبية واليابان، وما تسببت فيه تلك الأخطاء من تأثيرات على نتائج ومصير منتخبات كبيرة على رأسها إيطاليا وإسبانيا. وكان منتخب إيطاليا أكثر المنتخبات عرضة لأخطاء الحكام حتى أن العديد من وسائل الإعلام اعتبر أن إقصاء الأزوري كان من طرف منتخب كوريا، فقد ألغى الحكام أربعة أهداف صحيحة لهم في هذه البطولة وطرد نجمهم توتي في آخر مباراة لهم ويضاف لكل هذا طرد نجم البرازيل رونالدينيو، ولم يحتسب هدف إسبانيا الذهبي في مرمى كوريا مع أنه كان هدفا صحيحا كما رأى البعض أن ألمانيا لم تتأهل عن جدارة بل «بفضل الحكام». في لقاء بلجيكا البرازيل في دور ال16 لنفس المونديال، وفي مباراة شهدت أفضلية بلجيكية واضحة، سجل فيلموتس برأسية محكمة هدف التقدم لبلجيكا في الدقيقة 36 بعد تلقيه توزيعة جانبية ممتازة في محور الدفاع، لكن الحكم ألغى الهدف وسط استغراب الجميع وذهول البلجيكيين.