نجح الحكم الأوزبكي رافشان أرماتوف، في إدارة مباراة الافتتاح بين جنوب أفريقيا والمكسيك، كما نجح نظيره الياباني يوشي نيشمورا، في إدارة مباراة فرنسا والأوروغواي، وخرجت مباراتا اليوم الأول من المونديال تبشران بتحكيم يتناسب مع قيمة الحدث، فإذا كانت المسألة الأمنية هي هاجس الدول المشاركة، فإن مثل هذه الأمور وضعت في الحسبان وتم الاستعداد لها بشكل يتوافق مع أضرارها، على رغم أن هناك بعض الحوادث التي وقعت قبيل انطلاق المباراة الأولى في المونديال الأفريقي المقام حالياً، لكن ما يؤرق المشاركين هو مسألة نجاح الحكام في قيادة المباريات ولأن تجارب كأس العالم الماضية تجارب مريرة وغير مبررة على الإطلاق. فالحكم الآسيوي، والذي لم تكن له حظوة تذكر في المونديالات السابقة تصدى للمهمة من يومها الأول ونجح باقتدار، ما زرع الطمأنينة في نفوس المراقبين والمنتخبات المشاركة ولم تسجل أي أخطاء عليهما، ما يؤكد أن قاعدة التحكيم في آسيا قاعدة صلبة للغاية وفيها من الحكام النخبة ما يوازي ما في أوروبا وأميركا، وعلى (الفيفا) الآن أن ينظر إلى القارة الآسيوية من منظار العدل، ففي هذه القارة تسير عجلة كرة القدم بسرعة مذهلة وفي تخصصاتها كافة. لكن القلق مازال قائماً، فأخطاء الحكام تحدث من دون مقدمات وفي الجزء الصغير من الثانية الواحدة، ونتذكر كوارث تحكيمية في مناسبات عالمية سابقة، ففي كأس العالم الماضية في ألمانيا كانت هناك أخطاء تحكيمية بالجملة، وهذه الأخطاء كانت غريبة أحياناً ومضحكة أحياناً أخرى، ما أثار دهشة المتابعين وأعاد إلى الأذهان أخطاء مونديال 2002 في كوريا الجنوبية واليابان، وما تسببت فيه تلك الأخطاء من تأثيرات في نتائج ومصير منتخبات كبيرة على رأسها إيطاليا وإسبانيا، فمنتخب إيطاليا أكثر المنتخبات عرضة لأخطاء الحكام، حتى إن عديداً من وسائل الإعلام أكد أن إقصاء الأزوري كان من طرف منتخب كوريا والحكّام في الوقت نفسه. فقد ألغى الحكام أربعة أهداف صحيحة لهم في هذه البطولة وطرد نجمهم توتي في آخر مباراة لهم، كل هذا يضاف إلى طرد نجم البرازيل رونالدينيو وعدم يحتسب هدف إسبانيا الذهبي في مرمى كوريا الذي كان هدفاً صحيحاً 100 في المئة، كما رأى البعض أن ألمانيا لم تتأهل عن جدارة بل «بفضل» الحكام. وفي لقاء بلجيكا والبرازيل في دور ال16 للمونديال نفسه، وفي مباراة شهدت أفضلية بلجيكية واضحة، سجل فيلموتس برأسية محكمة هدف التقدم لبلجيكا في الدقيقة 36 بعد تلقيه تمريرة جانبية في محور الدفاع، لكن الحكم ألغى الهدف وسط استغراب الجميع وذهول البلجيكيين. ومع تكرار الأخطاء من الحكام ذهب البعض إلى اتهام الحكام بأخذ رشاوى، ما زاد من حدة تناول هذا الموضوع حتى على مستوى (الفيفا) كان الأمر مقلقاً للغاية وهدد بتقويض البطولة نظير تلك الأخطاء الفادحة، ما جعل القائمين على الفيفا يحاولون إدخال تعديلات على قانون اللعبة منها استخدام التقنية الحديثة، لكن هدف الفرنسي وليام غالاس في مرمى المنتخب الأيرلندي في مباراة الإياب بالملحق الأوروبي الفاصل في التصفيات المؤهلة لمونديال 2010 فتح عديداً من علامات الاستفهام حول الحكام والتقنيات المستخدمة في هذا المجال، وينتظر عديد من المراقبين والنقاد والمتابعين سقوطاً تحكيمياً في هذا المونديال، ولكن - كما أسلفت - نجاح الحكمين الآسيويين في مباراتي اليوم الأول قد يدفع بقية الحكام الآخرين إلى مجاراتهما، ما سينعكس إيجاباً على التحكيم في هذا المونديال، فقط ننتظر ظهور الحكم الأوروبي في بقية المباراة والأكيد أن الحكم الآسيوي سيكون نقطة التحول الكبيرة في هذا المونديال. [email protected]