أصدرت المحكمة العامة في جدة أمس الأول، حكما يقضي بشطب دعوى مواطن ضد شركتي تبغ، للمطالبة بتعويض يبلغ 10 ملايين دولار، بسبب تغيب المدعى عن حضور الجلسات، إذ منح نظام المرافعات الشرعية للقاضي حق شطب الدعاوى القضائية إذا تغيب المدعي عن حضور الجلسات دون عذر تقبله المحكمة. وأوضحت مصادر قضائية مطلعة أن قاضي المحكمة العامة في جدة عبدالرحمن الحسيني أصدر حكما بشطب أول دعوى ضد شركات التبغ، بعد أن وافقت المحكمة ذاتها قبل نحو عامين على قبول دعوى المواطن المدعي. وأفادت المصادر ذاتها، أن دعوى المواطن تعتبر أول قضية تشهدها محكمة جدة وثاني دعوى ضد كبرى شركات التبغ في الشرق الأوسط بعد القضية التي نظرتها محكمة الدمام ضد إحدى شركات التبغ، فضلا عن كونها أول دعوى فردية ترفع ضد شركتي تبغ. وبينت المصادر أن المواطن صاحب الدعوى رفع دعواه بالتشاور مع الجمعية الخيرية للتوعية بأضرار التدخين «كفى»، إذ تضمنت دعواه انه أصيب بسرطان الحنجرة بسبب التدخين بموجب التقارير الطبية الصادرة من عدد من المستشفيات. وقال المواطن في دعواه إن: «الأطباء استأصلوا كامل الحنجرة والقصبة الهوائية وعضلات البلع والحبال الصوتية والغدة الدرقية، وأصبح لا يستطيع الكلام إلا عبر جهاز الصوت»، مطالبا في الحق الخاص تعويضه 10 ملايين دولار (37.5 مليون ريال سعودي) نظير الأضرار الصحية التي لحقت به. إلى ذلك، كشفت إحصائيات وزارة الصحة أن الخسائر المادية لعلاج الأمراض التي يتسبب فيها التدخين بلغت نحو ستة مليارات ريال، في حين وصلت خسائر الحريق بسبب التدخين إلى 6296 حادثا في السنوات الثلاث الأخيرة بحسب إحصاءات الدفاع المدني. وحذرت دراسة متخصصة حديثة من انتشار ظاهرة التدخين في المجتمع السعودي، مشيرة إلى أن منظمة الصحة العالمية تتوقع ارتفاع عدد المدخنين في المملكة من ستة ملايين شخص حاليا إلى 10 ملايين العام 2020، علما بأنهم ينفقون الآن أكثر من 12 مليار ريال على الدخان كل عام. وبينت الدراسة التي أعدها الباحث سلمان العمري، وشملت عينة عشوائية تضم 555 شخصا من مختلف شرائح المجتمع، أن 42.3 في المائة منهم يعانون من أمراض ناتجة عن التدخين، وأكثر الأمراض شيوعا بينهم أمراض الجهاز التنفسي بنسبة 12.6 في المائة، يليها السعال 6.31 في المائة، ثم الغثيان 5.41 في المائة، والتهاب الشعب الهوائية 4.5 في المائة وخرجت الدراسة بأن من أقوى العوامل السلبية المشجعة على التجربة الأولى للتدخين إغراء وتشجيع الزملاء والرفاق بنسبة 29.73 في المائة، يليها التجربة الشخصية 21.62 في المائة، ثم التشجيع وتقليد أحد أفراد الأسرة 16.22 في المائة، والرغبة في التقليد واكتشاف التجربة 11.17 في المائة.