الخليج العربي مساحة مائية محصورة غير عميقة، وقد وهب الله المنطقة أجواء شبه خالية من العواصف البحرية أو الأمواج العالية، مما ساعد في الإبحار فيه خصوصا لقوارب الصيد التي لا تمل ولا تكل، وهي تغرف من ثرواته الحيوانيه دون أي اكتراث أو اتباع للقوانين التي تحمي الصيد، مما شكل تهديدا خطيرا لمستقبلها حتى أنه نشر في إحدى صحفنا المحلية تحقيق في انخفاض الثروة السمكية لمعدل 65 في المائة والتهديد بانقراض بعض الأنواع من الأسماك، وهذا لم يدق ناقوس الخطر لدينا بوضع قوانين لتحديد كمية الأسماك التي تصاد يوميا وحماية الأحجام الصغيرة منها والتي تباع في أسواقنا دون خوف أو مسؤولية، وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على عدم تقيد الصيادين بقوانين فتحات شباك الصيد بل رأينا الشباك وهي تمتد لقيعان البحر وتدمر مساكن السمك وتقتلع النباتات البحرية. أما المصائد البحرية المسماه بالقرقور فحدث ولاحرج حتى أنها ترمى يوميا بالمئات حتى أصبحت المناطق التي تتكاثر فيها الأسماك في قاع الخليج عبارة عن سجن كبير لها، وقد أخفوا أية علامات تدل على وجودها. بل أصبحت أساطيل البانوش (سفن الصيد الكبيرة) أسواق متحركة للثروة السمكية في عرض البحر تبيع الأسماك للزوارق الصغيرة في المياه الدولية حتى أن وقت التزاوج والتكاثر للأسماك زاد فيه الصيد وتباع الأسماك وقد امتلأت أحشاءها بالبيض وهي الأجنة الذي سيهدد اختفاؤها مستقبل هذه الثروة. والكارثة لن تكون في اختفاء الثروة السمكية فحسب، فعدم وجودها سيؤدي إلى تراكم الحيوانات البحرية الدقيقية في قاع الخليج بكميات هائلة، مما يؤدي إلى غازات ومواد سامة تؤدي بالتالي إلى تلوث الخليج حتى للاستخدام الآدمي، وهو ما يسمى بظاهرة تلون البحر، والتي أصابت سواحل غرب أفريقيا بعد نضوب ثرواتها السمكية. إن معظم الصيادين هم من العمالة الوافدة، وهم يحرصون على الكسب السريع والعودة لبلادهم محملين بثروات ولايعنيهم مادمروا من البيئة. الثروة السمكية تحتضر وخليجنا يحتاج لحلول جذرية قبل حدوث الكارثه فيصبح بركة ملوثة لا ينفع البكاء على أطلالها. عميد بحري متقاعد عبد الله عايش حسين العلوني