وقف صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام أمس على جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية في ثول عشية الذكرى الخامسة لمبايعة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز. وخاطب الأمير سلطان منسوبي الجامعة إبان إطلاعه على المنشآت والمعامل قائلا : «من حسن إلى أحسن إن شاء الله وفقكم الله ونصركم». وأطلع ولي العهد على تفاصيل بداية الجامعة حتى ليلة الافتتاح في عرض قدمه نائب رئيس الجامعة التنفيذي المهندس نظمي النصر حمل عنوان «قصة الألف يوم». وتضمن العرض الخطط الاستراتيجية للجامعة التي تركز على: النهوض بالعلم والتقنية، تنويع الاقتصاد السعودي والمساهمة في رفع مستوى حياة الإنسان في المملكة ودول العالم. وتأتي زيارة الأمير سلطان في الوقت الذي يجمع فيه المراقبون على أن إطلاق جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية تعتبر على رأس المكاسب الوطنية التي تفاخر بها المملكة بين دول العالم، وهي الحلم الذي راود خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز 25 عاما وتحول إلى حقيقة ينهل منها باحثون ينتمون إلى 60 جنسية على الكرة الأرضية، ويسعون إلى تقديم باقة من الأبحاث تسهم في حل كثير من القضايا الصحية والبيئية والزراعية التي تحسن الحياة على الكرة الأرضية. وتزامن إطلاق الجامعة مع عيد الفطر المبارك واليوم الوطني للمملكة، وهو ما شكل فرحة رسمية وشعبية احتفل بها الوطن وأهله. الجامعة الأهم على مستوى الشرق الأوسط بحسب الباحثين والمراقبين أطلت على العالم في الأعوام الخمسة الأولى للملك عبد الله وتعتبر ذروة المشاريع التنموية في باقة منجزات ملك الإنسانية، وعلى الرغم من حداثة خروجها للنور إلا أنها أصبحت معروفة في الأوساط الأكاديمية العالمية. قبل أيام أنهى الباحثون في الجامعة (الطلاب) العام الدراسي الأول بنجاح، وسط فرحة بسير الخطط بالصورة التي كان يتطلع إليها القائمون على الجامعة، في ظل تلمس تغير حقيقي على الطلاب واكتسابهم معارف جديدة ودخولهم أبحاث يتوقع أن تتحول إلى منجازات تفيد البشرية. ويتذكر المتابعون للجامعة، تأكيد خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز في الخطاب التاريخي الذي ألقاه في حفل إطلاق الجامعة بحضور قادة وزعماء دول وعلماء من مختلف دول العالم، أن «القوة ارتبطت عبر التاريخ بعد الله بالعلم، والأمة الإسلامية تعلم أنها لن تبلغها إلا إذا اعتمدت بعد الله على العلم». وشدد الملك عبد الله في حينه على أن «العلم والإيمان لا يمكن أن يكونا خصمين إلا في النفوس المريضة. ولقد أكرمنا الله بعقولنا التي بوسعنا أن نعرف سنة الله في خلقه».. وقال الملك عبد الله بن عبد العزيز: «إن الجامعة التي نفتتحها اليوم لا تبدأ من الصفر، فهي استمرار لما تميزت به حضارتنا في عصور ازدهارها». وخاطب الحضور: «لقد تعرضت الإنسانية لهجوم عنيف من المتطرفين الذين يرفعون لغة الكراهية، ويخشون الحوار، ويسعون للهدم. ولا يمكننا أن نواجههم إلا إذا أقمنا التعايش محل النزاع، والمحبة محل الأحقاد، والصداقة محل الصدام. ولا شك أن المراكز العلمية التي تحتضن الجميع، هي الخط الأول للدفاع ضد هؤلاء. واليوم ستنضم هذه الجامعة إلى زميلاتها في كل مكان من العالم دارا للحكمة، ومنارة للتسامح وهذا هو المعنى الثالث للجامعة».