أعلن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود أن فكرة جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية التي قام بتدشينها أمس في ثول (غرب السعودية) ظلت حلماً يراوده منذ 25 عاماً، وهاجساً عاش معه طويلاً. وقال، في كلمته أمام حشد من الملوك والأمراء والرؤساء ورؤساء الحكومات والوزراء وممثلي الدول العربية والإسلامية والأجنبية حضروا حفلة افتتاح الجامعة، إن للجامعة ثلاثة معان، أهمها أن تكون خطاً أول للدفاع ضد المتطرفين الذين يرفعون لغة الكراهية ويسعون للهدم. وأضاف أن هؤلاء لا يمكننا أن نواجههم إلا بالتعايش محل النزاع، والمحبة محل الأحقاد، والصداقة محل الصدام. وقال: «لقد كانت فكرة هذه الجامعة حلمًا راودني أكثر من 25 عاماً، وكانت هاجساً ملحاً عشت معه طويلاً، وإني أحمد الله - جل جلاله - أن مكننا من تجسيدها واقعاً نراه اليوم شامخاً - بحول الله وقوته - على تراب أرضنا، وأضاف: لقد كان للحضارة الإسلامية في تاريخها دور عظيم في خدمة الحضارة الإنسانية بعد الله - جل جلاله - فقد أسهم علماء المسلمين في مجالات كثيرة ، منها الطب ودور ابن النفيس فيه، وفي الكيمياء كان لجابر بن حيان تأثيره البالغ في مسيرته، وفي الجبر كان للخوارزمي دور فاعل، أما في علم الاجتماع فقد كان لابن خلدون تأثيره العظيم فيه. لذلك كله فالجامعة التي نحتفل بافتتاحها لا تبدأ من الصفر، فهي استمرار لما تميزت به حضارتنا في عصور ازدهارها، وهذا هو المعنى الأول للجامعة». وأوضح خادم الحرمين الشريفين أن القوة «ارتبطت عبر التاريخ - بعد الله- بالعلم. والأمة الإسلامية تعلم أنها لن تبلغها إلا إذا اعتمدت - بعد الله - على العلم. فالعلم والإيمان لا يمكن أن يكونا خصمين إلا في النفوس المريضة. ولقد أكرمنا الله بعقولنا التي بوسعنا أن نعرف سنة الله في خلقه، وهو القائل جل وعلا: «إنما يخشى الله من عباده العلماء»، وقال الملك عبد الله إن ذلك هو المعنى الثاني للجامعة. وأضاف: «لقد تعرضت الإنسانية لهجوم عنيف من المتطرفين الذين يرفعون لغة الكراهية، ويخشون الحوار، ويسعون للهدم. ولا يمكننا أن نواجههم إلا إذا أقمنا التعايش محل النزاع، والمحبة محل الأحقاد، والصداقة محل الصدام. ولاشك أن المراكز العلمية التي تحتضن الجميع، هي الخط الأول للدفاع ضد هؤلاء. واليوم ستنظم هذه الجامعة إلى زميلاتها في كل مكان من العالم دارا للحكمة، ومنارة للتسامح وهذا هو المعنى الثالث للجامعة». وقال رئيس مجلس أمناء الجامعة وزير النفط والثروة المعدنية المهندس علي النعيمي إن التاريخ سجل أمس انطلاق مبادرة سعودية في العلم والتقنية. وأكد أنها ستهيئ فرصاً للعالم كله، وأن فائدتها ستعم الإنسانية كافة وفاء بما وعد به الملك عبدالله. وقال إن التفاعل السعودي مع البعد الدولي للجامعة سيجعلها مركزاً عالمياً للاختراعات. وتوقع أن توفر جيلاً من القيادات العلمية الشابة لتتولى عبء التنمية والاقتصاد في المملكة ومحيطها الجغرافي. وزاد – مخاطباً خادم الحرمين الشريفين-: «لقد وضعتم الأسباب التي ستعيد مجد العرب في المعرفة»، متوقعاً أن «نذكر في المستقبل بذات الفخر والاعتزاز أسماء سعودية وعالمية من خريجي جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية لتسهم في تقدم العالم ورخائه ورغده» مثلما فعل الخوارزمي وابن الهيثم وابن النفيس وغيرهم من العلماء العرب.