أكد مدرب منتخب كوريا الجنوبية جونغ-مو: أن مجموعة منتخب بلاده في المونديال واحدة من أصعب المجموعات، مشيرا إلى أنه واثق بإمكانية لاعبيه ومتابعة المشوار». مهما حصل في جنوب أفريقيا، مؤكدا أنه سيتنازل عن منصبه بعد انتهاء المشاركة الأفريقية، أترك المنتخب للبديل الذي سيختاره اتحاد اللعبة في بلاده يقود المنتخب في مونديال 2014 في البرازيل. وقطع هو جونغ-مو جميع المراحل اللازمة والمنطقية للوصول إلى منصب مدرب فني لمنتخب بلاده، في نهائيات جنوب أفريقيا 2010 للمرة الأخيرة بعدما كتب اسمه في تاريخ «محاربي التايغوك». لا تزال أهداف جونغ-مو عالقة في الأذهان خلال تصفيات مونديال مكسيكو 1986، وخصوصا أمام اليابان فقاد كوريا الجنوبية إلى النهائيات للمرة الثانية في تاريخها، بعد 32 سنة من مشاركتها الأولى المخيبة عام 1954 في سويسرا. ومنذ ذلك الوقت، فرضت كوريا الجنوبية نفسها كالمنتخب الأكثر فعالية في تصفيات كأس العالم في القارة الصفراء، فتأهلت ست مرات على التوالي بالإضافة إلى احتضانها نسخة 2002 بالاشتراك مع اليابان. في مونديال المكسيك، انتشرت صورة جونغ-مو في العالم بعد ارتكابه خطأ قاسيا على دييغو مارادونا في مباراة الأرجنتين، ثم سجل هدفا في مرمى إيطاليا حاملة اللقب آنذاك. نقل جونغ-مو نجاحه إلى القارة الأوروبية حيث احترف في صفوف أيندهوفن الهولندي عامي 1974 و1986 الذي يعتبر وجهة مفضلة للاعبين الآسيويين وخصوصا الكوريين. بعد ثلاثة أعوام أمضاها مع الفريق الهولندي، عاد لاعب الوسط إلى بلاده ثم بدأ رحلته التدريبية. عمل كمدرب للياقة عام 1989 مع المنتخب قبل إشرافه على نادي بوسكو أتومز، إلى أن استلم مهام المنتخب الأول موقنا لمباراة واحدة عام 1995، ثم عاد إلى تدريب الأندية مع شونام دراغونز وحقق معه نتائج عادية في الدوري باستثناء الحصول على لقب الكأس مرتين. مشواره الثاني مع المنتخب كان أطول، لكنه تعرض لانتقادات كثيرة بعدما استدعى لاعبين شبان وتخلى عن لاعبي الخبرة، فحل بدلا منه الهولندي غوس هيدينك إثر فشله في دورة الألعاب الآسيوية 1998 والألعاب الأولمبية الصيفية 2000. بعد النجاح المذهل الذي حققه هيدينك مع كوريا الجنوبية بإيصالها إلى المركز الرابع في نهائيات 2002، واصل الاتحاد الكوري سياسة اعتماد المدربين الأجانب، لكن النجاح لم يحالف البرتغالي أومبرتو كويلهو والهولنديين جو بونفرير، ديك أدفوكات وبيم فيربيك. ساهم فشل بعض المدربين الأجانب، ووصول لاعبين أطلقهم جونغ-مو سابقا أمثال بارك جي-سونغ، لي يونغ-بيو وسيول كي-هيون إلى العالمية، ساهم برفع أسهمه للعودة الى المنتخب للمرة الثالثة عام 2007، بعد رفض الفرنسي جيرار أوييه والإيرلندي ميك ماكارثي المرشحين القويين لاستلام المنصب. لم يسلم جونغ-مو (55 عاما) مرة جديدة من النقد، لكنه ضرب بقوة وحصد لقب مدرب العام 2009، من خلال قيادته البلاد في 27 مباراة دون خسارة. هذه السلسلة أوقفها المنتخب الصربي القوي في نوفمبر الماضي، قبل أن يعود المنتخب الأحمر إلى السقوط في بعض الهفوات كالخسارة أمام منتخب زامبيا 2-4، ثم الضربة المعنوية من خلال السقوط أمام الصين اللدودة للمرة الأولى منذ ثلاثة عقود وذلك في بطولة شرق آسيا بنتيجة 0-3. لكن جونغ-مو استعاد القليل من هيبته بعد فوزه على ساحل العاج 2-0 في مارس الماضي، بيد أن عملا كثيرا سينتظره في نهائيات 2010 حيث سيخوض أولى مبارياته أمام اليونان في الدور الأول قبل مواجهة الارجنيتين ونيجيريا.