يواجه اليوم المنتخب الأرجنتيني نظيره منتخب كوريا الجنوبية، إذ سيكون فريق مارادونا مطالباً بإظهار معدنه الحقيقي على ملعب «سوكر سيتي» في جوهانسبورغ في الجولة الثانية من منافسات المجموعة الثانية امام «محاربي التايغوك».وبعدما استهلت الأرجنتين مشوارها في العرس الكروي العالمي بفوز على نيجيريا بهدف سجله مدافع مرسيليا الفرنسي غابرييل هاينتسه تأمل في استمرار نجاحها بكسب مواجهة اليوم، إذ حذر مارادونا لاعبيه من مغبة إضاعة الفرص «هذا الأمر سيكلف فريقنا غالياً»، وأضاف: «عندما لا تسجل من الفرص التي تسنح لك لحسم المباراة نهائياً في مصلحتك، فإنك قد تدفع الثمن»، وسيكون على المنتخب الأرجنتيني أن يكون أكثر فاعلية أمام المرمى الكوري، خصوصاً أن الاخير قادر في أي لحظة على الانتقال من منطقته إلى مرمى الخصم والوصول للشباك، كما فعل مع اليونانيين، خصوصاً ان الدفاع الارجنتيني وبخاصة قلبي الدفاع والتر صامويل ومارتن ديميكيليس يتسم اداؤهما بالبطء. ومباراة اليوم بين الارجنتين وكوريا الجنوبية هي الثانية في النهائيات بعد مونديال عام 1986 في المكسيك، عندما خرجت الأولى فائزة في دور المجموعات بثلاثة أهداف لخورخي فالدانو (هدفان) واوسكار روجيري في طريقها للظفر باللقب للمرة الثانية بعد 1978 وذلك بقيادة مدربها الحالي مارادونا، الذي أكد ايضاً أن فريقه لا يخشى أي منافس، وقال: «لا مكان للخوف في كرة القدم، من يشعر بالخوف عليه أن يبقى في منزله، لا يجب ان تشعر بالخوف على الاطلاق في كرة القدم». أما مدرب كوريا الجنوبية هاه جونغ مو الذي واجه مارادونا في عام 1986 في نهائيات مكسيكو، فأكد ان منتخبه أصبح أكثر ثقة بعد فوزه بمباراته الأولى وهو قادر على مفاجأة الارجنتين، مضيفاً: «سنقدم كل ما لدينا، لأن اللاعبين يقدمون أفضل مستوياتهم أمام خصوم من عيار الارجنتينيين، وفي كرة القدم الفرق الصغيرة بإمكانها دائماً أن تفوز على الفرق الكبيرة». وظهر منتخب «محاربي التايغوك» الذي يخوض النهائيات للمرة ال 7 على التوالي وال 8 في تاريخه، بمستوى مميز جداً أمام اليونان، إذ بدأ المنتخب الآسيوي بصورة مشابهة لتلك التي ظهر بها في عام 2002 بقيادة المدرب الهولندي غوس هيدينك، عندما وصل الى الدور نصف النهائي على أرضه، وهو يأمل ان يكرر هذا العرض امام الأرجنتين لكيعزز حظوظه بعدم تكرار سيناريو النسخة الماضية في ألمانيا، عندما ودع من الدور الاول، بعدما حل ثالثاً في مجموعته خلف سويسرا وفرنسا وأمام توغو بخسارته أمام الاولى (0-2) وتعادله مع الثانية (1-1)، فيما فاز على الثالثة (2-1). وفي المباراة الثانية، يدخل المنتخبان النيجيري واليوناني مباراتهما على ملعب «فري ستايت ستاديوم» في بلومفونتين وهما يبحثان عن التعويض بعد ان استهلا مشوارهما بالخسارة، وبدأ المنتخب النيجيري بشكل أفضل بكثير من بطل أبطال «اوروبا 2004» الذين لم يقدموا شيئاً يذكر على الاطلاق خلال مباراتهم مع الكوريين، وإذا خاضوا مواجهتهم بالمستوى ذاته أمام «النسور» فسيودعون على الأرجح النهائيات من دون أن يسجلوا فوزهم الأول وهدفهم الأول في العرس الكروي، فيما يبدو أن اليونان بعيدة كل البعد عن ذكريات 2004 عندما فاجأت العالم وتوجت بطلة لأوروبا على حساب البرتغال المضيفة بفضل الخطة الدفاعية التي اعتمدها مدربها الالماني اوتو ريهاغل. وحذر مدرب اليونان ريهاغل، الذي أصبح اكبر مدرب في تاريخ النهائيات (71 عاماً)، لاعبيه بأن الوضع لا يتحمل أي تعثر آخر، مضيفاً: «يجب أن نأخذ العبر من المباراة الأولى والمحافظة على تركيزنا إذا ما أردنا أن نحافظ على آمالنا في مواصلة المشوار، ونحن قادمون لمواجهة اقوى فريقين في المجموعة». ولن تكون مهمة رجال ريهاغل سهلة على الإطلاق لأن نسور نيجيريا سيقاتلون من اجل الخروج بنقاط المباراة الثلاث والحفاظ على آمالهم في تكرار سيناريو 1994 و1998 عندما تأهلوا إلى الدور الثاني مرتين على التوالي، والمفارقة أن تأهلهم في المرة الأولى جاء عن مجموعة ضمت الارجنتين واليونان أيضاً، إضافة إلى بلغاريا علماً بأنهم خرجوا من الدور الأول عام 2002 وغابوا عن نهائيات مونديال 2006.