يبرر معلم بارك تكفين طالب حي في إحدى مدارس خميس مشيط وحمله على نعش فوق أيدي طلابه بقوله «إن هذه الجنازة المصطنعة هي طريقة تربوية (حديثة) تذكرهم بالموت وتحثهم على التجهز له وللآخرة». وفات على الأستاذ (التربوي)، وهو بالضرورة يروج لذات التبرير الذي لم ينطقه زملاؤه، أن يجيب طلابه ال 700 بعد دورة الموت التي قدمتها لهم مدرستهم عن سؤالهم البديهي: وكيف نموت؟. تقول حكاية الإرهاب التي تكشفت خفاياها في السنوات الأخيرة: إن ذاك الطالب (المراهق) الذي تلقى دورة مكثفة في الإعراض عن الدنيا، بكل ما فيها، سيقضي أيامه التالية في مهمة بحث عن طريقة مناسبة للموت تكون مستعجلة ومضمونة لتريحه من الحياة الفانية، التي حذره منها أستاذه. سيستعجل الآخرة ويركن الدنيا، وكأنه جاء إليها فقط ليختار طريق الموت. وتقول الحكاية ذاتها إن النصف الآخر من تلك الدورة التي شهدها على أيدي معلميه، ستكون خارج سور المدرسة، وبالضبط في حضرة معلم من نوع آخر يجيد اختيار نوعية الموت والذي لن تكون إلا «في أرض معركة». تقول فصول الحكاية الأخرى إن محبطا معرضا عن الحياة الدنيا سيركن التعليم ومجتمعه وأهله وسيبحث عن أرض جهاد وقتال ليمسك فيها برشاش (كلاشنكوف) وينادي: أين الموت؟. سيقول أحدهم: إنها سنة الحياة ولا مانع من التذكير بها. وهذا في أصله صحيح، ولكن قبل أن يقول ذاك أو يحفر الآخر قبرا في مخيم توعوي ويعطرها بالكافور ويغطيها بالظلام وحولها الأكفان: ابحثوا عن بقية المشهد. هؤلاء يروجون لثقافة الموت على مقياس أهدافهم، ويدعون مستمعيهم إلى وداع الحياة مبكرا، ثم ينصحونهم (تحت الظلام) بالسير في طريق القتال والموت بالرصاص والقذيفة ليمسكوا بزمام الآخرة. إنها ثقافة الموت التي يعيشها المجتمع السعودي منذ سنوات في المخيم التوعوي والمدرسة والمسجد وشريط الكاسيت. ولتتأكدوا: اعرضوا ال 700 طالب في تلك المدرسة على فريق أطباء نفسيين ليقولوا لكم كيف قضوا أيامهم السبعة الماضية؟، وأين تحولت أفكارهم وأذهانهم؟، ولكن بعد أن تبحثوا عن معلميهم الذين ابتكروا لهم تلك (المسرحية): ستجدونهم في البنوك ومكاتب العقار والأسواق، يلهثون خلف زينة الحياة الدنيا. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 245 مسافة ثم الرسالة