دفع صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف مساعد وزير الداخلية للشؤون الأمنية في معهد حرس الحدود البحري في جدة البارحة، 404 ضباط وصف ضابط وجندي إلى ميدان العمل بعد انقضاء مراحل التدريب. ودشن مساعد وزير الداخلية للشؤون الأمنية في نهاية الحفل مشروع الحفار البحري البالغ طوله 1085 مترا، المرحلة الثانية من مشروع منشآت المعهد البحري، برنامج التعاملات الالكترونية الإدارية، والتعليم الالكتروني للمعهد. وتجول الأمير محمد بن نايف داخل مباني المعهد، ومعامل المساحة ونظم المعلومات الجغرافية والاستشعار عن بعد. وثمن المدير العام لحرس الحدود اللواء الركن زميم السواط في كلمته في الحفل، للأمير محمد بن نايف رعايته السنوية للمعهد عند تخريج دفعات جديدة، موضحا أن حرس الحدود سيشهد في المستقبل القريب مراحل تطوير جديدة وشاملة متمثلة في مشروع التطوير العملاق. ودعا المدير العام لحرس الحدود في كلمة الخريجين إلى تقوى الله ومخافته في السر والعلن والوفاء والالتزام بالقسم والعهد الذي قطعوه على أنفسهم، وتأدية مهامهم بكل إخلاص وشجاعة وأمانة، مؤكدا لهم بأن حدود وطنهم هي خط أحمر ودونه التضحية بالنفس والجهد بالدم. وشهد الأمير محمد بن نايف فرضية تحرير سفينة اختطفت على يد إرهابيين عند وصوله إلى شواطئ المملكة قادمة من ميناء دولة مجاورة، إذ اقتحم المتدربون السفينة ونجحوا في تحرير الرهائن. وبين قائد المعهد البحري المقدم الدكتور أحمد الزهراني أن المتدربين المنفذين للفرضية تدربوا على اقتحامها وتحرير رهائنها طوال تسعة أسابيع، على أيادي مدربين عالميين نقلوا إليهم التكتيكات العسكرية المتبعة في مثل هذه الحالات. وقال الزهراني إن التدريب استند على أساليب علمية تعتمد على استخدام المعلومات الاستخباراتية. ونفذت الفرضية على ست مراحل تمثلت الأولى باستيلاء الإرهابيين على سفينة الركاب (فارس الأول) القادمة إلى ميناء جدة الإسلامي، وأثناء إنزال الركاب تم احتجاز عشرين راكبا منهم من قبل الخاطفين البالغ عددهم سبعة إرهابيين. وأطلق ربان السفينة إنذارا إلى مركز تنسيق عمليات البحث والإنقاذ في جدة التي مررتها إلى الجهات الأمنية التي بدأت بالتفاوض مع الإرهابيين لتسليم أنفسهم، وإطلاق سراح الرهائن، بيد أنه لم يتم التوصل إلى اتفاق معهم بسبب إصرارهم على موقفهم. وتم التعامل مع الموقف حسب ما تقتضيه المصلحة بعد إخطار صاحب الصلاحية بالحادثة، وتخليص السفينة بكامل طاقمها وركابها من قبضة الإرهابيين باستخدام القوة وبأقل خسائر ممكنة في الأرواح والممتلكات والقبض على الإرهابيين لتقديمهم للعدالة دون الرضوخ للابتزاز وتلبية طلباتهم. وفي نفس الوقت، أخلت إدارة ميناء جدة الإسلامي الميناء من كافة السفن المتواجدة على أرصفتها كإجراء احترازي اتخذته في حال تطور الأوضاع. وبدأت الجهات المشاركة في مهمة اقتحام السفينة وتحرير الرهائن، إذ تم إنزال 37 فردا من أفراد وحدة أمن الحدود البحرية الخاصة المعروفة باسم فرقة الإنزال السريع، بواسطة طائرتين تابعتين لوزارة الداخلية وبمشاركة زوارق الاعتراض والتدخل السريع لتسهيل عملية دخول فرق الإنزال السريع للسفينة وفرض السيطرة الأمنية باتجاه البحر. وشارك 15 رجل أمن عبر عربة مجهزة من فصيل الاقتحام (ألفا)، وعربة أخرى تحمل عددا من القناصة، لتسهيل عملية الاقتحام حول السفينة المحاصرة بزوارق عسكرية. وتم إنزال اثنين من القناصة المتواجدين في العربة لأخذ موقعهما، فيما بدأ الإرهابيون بالتهديد وتفجير السفينة في حال اتخاذ الجهات الأمنية أية إجراءات.. بينما حذرت قوات حرس الحدود بإطلاق النار إذا خرج أي إرهابي من برج القيادة، بيد أن أحد الإرهابيين خرج إلى سطح السفينة وتم إطلاق النار عليه من قبل القناصة، وخرج زميله الثاني من مؤخرة السفينة وتم إطلاق النار عليه. وواصل القناصة عملهم حتى تم قتل خمسة إرهابيين، واستسلام اثنين منهم، والتحفظ عليهم، وتحرير الرهائن العشرين بسلام.