أوضح ل «عكاظ» وكيل وزارة الشؤون البلدية والقروية المشرف على المشاريع التطويرية في المشاعر المقدسة الدكتور حبيب بن مصطفى زين العابدين، أن مشروع قطار المشاعر المقدسة طرح في منافسة عالمية وبمشاركة مقاولين محليين، وكانت أسعار العروض تراوح بين 12 و 14 مليار ريال، وأشار إلى أنه بجهود صاحب السمو الملكي الأمير متعب بن عبد العزيز وزير الشؤون البلدية والقروية آنذاك، وبموافقة سامية كريمة من خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، عرض المشروع على الحكومة الصينية لتنفيذه على أساس التعاون القائم والاتفاقيات الاقتصادية بين البلدين. وقال ل «عكاظ» ردا على ما أشيع أخيرا عن أن قطار المشاعر متهالك ومظهره تقليدي، أن الشركة الصينية المختصة في تنفيذ القطارات في الصين والتي رشحتها الحكومة الصينية، قدمت عرضاً لتنفيذ المشروع بمبلغ 9 مليارات ريال، ولكن بعد مفاوضات مع الشركة خفضت السعر إلى 6.5 مليار ريال؛ أي أقل ب 5,5 مليارات عن أدنى عرض، وفق التكلفة المقدرة من الاستشاري الفرنسي «سيسترا» المختص بالتصميم، ليصار إلى ترسية المشروع على الشركة الصينية (CCRC) بناء على توصية من اللجنة الوزارية برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير متعب بن عبد العزيز وعضوية صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية رئيس لجنة الحج العليا، وصاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكةالمكرمة رئيس لجنة الحج المركزية، ووزراء المالية، الحج، والنقل، وصدر الأمر السامي رقم 186/ م ب وتاريخ 8/1/1430ه بالموافقة على ما ارتأته اللجنة الوزارية. وأضاف أن العقد وقع أثناء زيارة الرئيس الصيني إلى المملكة، وبرعاية خادم الحرمين الشريفين، مشيرا إلى أن العقد الذي وقع وقتها بين وزارة الشؤون البلدية والقروية والشركة الصينية، يتضمن أن تكون القطع الأساسية مثل المحركات والكابحات وأنظمة الإشارات، والتحكم بالقطار عن بعد، ومبدل السرعة (الجير)، ومحطات الكهرباء من شركات متخصصة في هذه الأنظمة والآلات والمواد من الشركات الأوروبية أو الكندية أو الأمريكية المتخصصة في مثل هذه الصناعات فقط. وأشار إلى أن شركة (CCRC) لصناعة القطارات تعتبر من أكبر الشركات العالمية التي نفذت وتنفذ آلاف الكيلو مترات من السكك الحديدية للقطارات في الصين، وفي أنحاء متفرقة من العالم والشرق الأوسط وفي دول الخليج، مثل الهند، إيران، ودبي والخط الشمالي الجنوبي في المملكة. وأوضح أن مشروع قطار المشاعر المقدسة صمم باستخدام أعلى المواصفات الفنية والتقنية، إذ أنه يسير بدون سائق عن طريق التحكم الإلكتروني عن بعد، ويجري تصميمه والإشراف عليه وتنفيذه بواسطة أفضل الشركات العالمية الاستشارية المتخصصة في هذا المجال وهي: سيسترا الفرنسية، إتكنز البريطانية، روجرز البريطانية، المؤسسة الاتحادية الألمانية للقطارات «دي بي أي»، بالإضافة إلى الاستشاري دار الهندسة، والاستشاري خطيب وعلمي من المملكة. وكلفت المؤسسة الألمانية الاتحادية «دي بي أي» باستلام المعدات والأنظمة والآليات ومطابقتها في مواقع تصنيعها الأصلية في أوروبا، كند، أمريكا، والصين، ولا يجاز أي منها إلا بعد موافقة هذه المؤسسة عليها. وحول تشغيل القطار وصيانته قال الدكتور زين العابدين، إنه سيجري على غرار ما جرى ويجري في إدارة منشأة الجمرات الحديثة بعقد ورش العمل والاستعانة بالخبرات العالمية والوطنية وخبرات الاستشاريين العالميين والمحليين وباشتراك كل الجهات المعنية بالحج، متوقعا تحقيق نجاح جديد لتشغيل قطار المشاعر على النحو الذي جرى في تشغيل منشأة الجمرات الحديثة. وأشار وكيل وزارة الشؤون البلدية إلى أن مشروع القطار يتضمن أنظمة تحكم ومراقبة للحشود وكاميرات حساسة مرتبطة بأجهزة حاسوبية لإحصاء الداخلين والخارجين من المحطات وتشغيل القطار بنظام تحكم عن بعد على أحدث التقنيات العالمية المستعملة في تشغيل القطارات، بالإضافة إلى كل الأنظمة الضرورية للطوارئ والإنقاذ ومكافحة الحرائق، مؤكدا أن الجهات المعنية المختصة مثل الأمن العام والدفاع المدني ووزارة الحج وغيرها هي التي تعمل على مراجعة هذه الأنظمة وقبولها. وأوضح أن عربات القطار موجودة الآن في محطة تخزين القطار في عرفات، وهو موقع عليه حراسة من قبل الشركة ولا يسمح لأي شخص بالدخول إليه.