تدرس منظمة حلف شمال الأطلسي (ناتو) استخدام القوة العسكرية ضد من اعتبرتهم أعداء يشنون هجمات على الدول الأعضاء في الحلف عبر شبكة المعلومات الدولية (الإنترنت). وقالت صحيفة (صندي تايمز) الصادرة أمس: إن هذه الخطوة تأتي في اعقاب سلسلة من هجمات القرصنة ربطت بروسيا على أعضاء حلف الأطلسي، وتحذيرات أجهزة المخابرات الغربية من التهديد المتزايد من الصين. وأضافت أن حلف الناتو يدرس مضاعفات أي هجوم عبر الإنترنت يستهدف عضوا فيه لتبرير الهجوم الانتقامي ضد الدولة المسؤولة، وطبيعة القوة العسكرية التي يمكن استخدامها في الهجوم، ونوعية الأهداف التي ينوي استهدافها. وأشارت الصحيفة إلى أن المحامين الذين يمثلون حلف الأطلسي نصحوا الأخير بأنه لا يحتاج لإعادة صياغة المعاهدات القائمة؛ لاعتقادهم بأن تأثير هجوم الإنترنت يمكن أن يضاهي الهجوم المسلح. ومن المتوقع أن يناقش قادة الدول الأعضاء في الناتو احتمال استخدام القوة العسكرية ردا على هجمات الإنترنت في القمة المقررة في لشبونة في نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل حول مستقبل الحلف، بعد التحذيرات التي أطلقتها أجهزة المخابرات في مختلف أنحاء أوروبا من التهديد المتصاعد لهجمات الإنترنت من روسيا والصين. وقالت الصحيفة إن لجنة المخابرات المشتركة في بريطانيا كانت حذرت من أن إمكانية استخدام أجزاء صينية الصنع في شبكة الهاتف لشركة (بريتيش تيليكوم) لشل أنظمة تشغيل الطاقة والإمدادات الغذائية في بريطانيا. وفيما أضافت أن بعض الخبراء الأمنيين حذروا من أن إثبات تورط حكومات في هجمات الإنترنت غالبا ما يواجه صعوبة؛ لأن الكثير من الهجمات الروسية تم تحميل المافيا الروسية مسؤوليتها، أشارت إلى أن موسكو رفضت على الدوام التوقيع على المعاهدة الدولية لحظر جرائم الإنترنت. وكان فريق خبراء من حلف الأطلسي تقوده وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة مادلين أولبرايت، حذر من أن الهجوم المقبل على عضو في الناتو يمكن أن يأتي عبر الإنترنت، ويقود إلى إجراءات انتقامية من قبل الحلف.