يبدأ صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكةالمكرمة اليوم جولة تفقدية في محافظة رابغ، للعام الثالث على التوالي امتدادا لجولاته في المحافظات ومراكز المنطقة، للاطلاع على المشاريع والاحتياجات، ولقاء الأهالي والاستماع لملاحظاتهم واقتراحاتهم، وتلبية طلباتهم. ويدشن الأمير خالد الفيصل في رابغ جملة من المشاريع التنموية، ويرأس اجتماع المجلس المحلي بحضور مديري الدوائر الحكومية في المنطقة بهدف تذليل كل العقبات التي تواجه المشاريع المتأخرة والمتعثرة. ويترقب أهالي رابغ زيارة خالد الفيصل بمزيد من الاهتمام، لعلمهم أن المقبل عليهم رجل عرف صياغة القرار الإداري بحنكة واقتدار. لثقتهم بأنها ستضيف لمحافظتهم الكثير من الجوانب التنموية، وتحقق لهم المتطلبات الصحية، التعليمية والاقتصادية. وفي مكان بارز في أحد أزقة رابغ القديمة جلس رجل ثمانيني يدعى حميد دريويش الغانمي على كرسي خشبي تاركا أشعة الشمس خلف ظهره، وعيناه تراقب سالكي الطريق الترابي الذي يجاور منزله وحينما يختفي المارة يسترق النظر للبستان القريب منه حيث النخيل التي تحيط به يمنة ويسرة، مستمتعا بمنظره الخلاب وفروعه الممتلئة بحبات التمر التي اقترب نضوجها، الغانمي حينما أخبرناه بمقدم أمير مكة لزيارة رابغ أطرق برأسه ثم التفت إلى السماء رافعا ذراعيه قائلا بلغته البدوية الأصيلة: «الله يجزاه خير ابن الفيصل، زياراته كلها بركة وخير». الرجل الثمانيني ورغم تركه البحر منذ سنوات قلة بعد أن أمضى وسط أمواجه الهادرة أكثر من 60 عاما كان فيها أشهر الصيادين حتى أقعده المرض عن مواصلة البحث عن رزقه ومواصلة هوايته، ما زال يتذكر أصدقاءه الصيادين ويتمنى زوال معاناتهم «يأتي إلي الأصدقاء من فترة لأخرى ويحكون لي الحاجة إلى تحسين مرافئ صيدهم (الخرار ومستورة والذيب والسرج) أما مرفأ أبو خشبة فأصبح ضمن نطاق المدينة الاقتصادية. ينقل الغانمي رغبة الصيادين «حبذا لو يشتمل التطوير على مصنع للثلج ومحل لصيانة القوارب وإيجاد محطة وقود ومقر لراحة الصيادين وإيجاد سوق لبيع السمك بالمزاد جملة وقطاعي وكلنا نتطلع أن يتم إنشاء تلك الخدمات لهم ليواصلوا بحثهم عن الرزق في أعماق البحر وإطعام أبنائهم». الغانمي تحدث نيابة عن 35 ألف نسمة يقطنون المحافظة ليمتد صوته إلى جزء كبير من الأهالي أعربوا عن فرحتهم وسرورهم بتلك الزيارات المتواصلة لخالد الفيصل والتي أثمرت العديد من المشاريع التنموية المهمة داخل المحافظة. وعلى الرغم من فرحة أهالي رابغ بالمشاريع الصناعية الجبارة التي تجرى في محافظتهم في الآونة الأخيرة وما ستحمله من نهضة تنموية تنعكس على حياتهم الاقتصادية والاجتماعية إلا أنهم غاضبون من استغلال البعض الانتعاش الذي تشهده المنطقة بتدفق الشركات والعمال عليها وقيامهم بالاعتداء على الأراضي الحكومية بإنشاء العقوم الترابية والشجيرات والبتر في المناطق الفضاء زاعمين أنها من أملاكهم. أبناء المحافظة الواقعة شمال جدة ب 170 كلم قالوا: إن أولئك المعتدين أفسدوا عليهم فرحتهم بمشروع مدينة الملك عبدالله الاقتصادية وتمنوا أن تنتهي تلك الظاهرة وتسهم تلك المشاريع في تحويل «رابغ» من منطقة ثانوية إلى مدينة ناهضة تنطلق من حيث انتهى الآخرون. وفي ذلك يقول إبراهيم الحربي: «مشكلة التعديات أطلت برأسها القبيح على المحافظة منذ فترة بسيطة عقب الإعلان عن إنشاء مدينة الملك عبدالله الاقتصادية، وأصبحنا نستيقظ يوميا وقد سلبت إحدى الأراضي الفضاء. مشيرا إلى أن هناك من استغل الانتعاش الذي رافق المشاريع الصناعية في المنطقة وأخذوا يسلبون الأراضي دون أي رادع حيث تبدأ خططهم بإنشاء عقوم ترابية وغرس عدد من الشجيرات ليوحون للناس أنهم أحيوا الأرض وبالتالي أصبحت حقا لهم. وطالب الحربي الجهات المعنية أن تكثف من جهودها لتضع حدا لهم وتقضي على الظاهرة التي تتزايد باستمرار. توظيف أبناء رابغ ويرى المواطن عماد الشيخ أن المحافظة تشهد نموا سريعا في الجانب الصناعي حيث تكثر المصانع في مختلف المواقع «ولكن نعاني من عدم إعطاء أبنائنا الأولوية في التوظيف لا سيما وأنه لا تنقصهم المؤهلات وقادرون على أداء كثير من المهام». وأضاف الشيخ «أعتقد أن ذلك من أبسط حقوق أبناء المحافظة على تلك المصانع العملاقة والتي وإن خصصت لهم وظائف فهي بعض الوظائف ذات الرواتب الضعيفة». تعويضات الأمطار في حارة الصبوح شمالي المحافظة تحدث محمد صلاح الشيخ عن ما حدث يوم الأمطار الغزيرة التي شهدتها المحافظة بالتزامن مع أمطار جدة في يوم التروية من حج العام الماضي ويقول: «نسكن في منازل شعبية متهالكة وعندما هطل المطر حولها إلى برك من المياه». ويواصل «لا زلنا ننتظر لجان التعويض التي انشغلت بجدة وتركتنا دون أن تعطينا ما نستحق». ويلتقط مسعد الصبحي طرف الحديث منتقدا الخدمات البلدية ويقول: «الخدمات البلدية لا تواكب التطور الذي تشهده المحافظة وهي بحاجة لعملية تسريع في إنجازها وهناك العديد من الشوارع في المحافظة متهالكة بلا رصف وبحاجة للتعبيد، كما أن هناك تأخيرا في توزيع المنح وأبناء المحافظة ينتظرون بفارغ الصبر توزيع مخططات المنح التي أعلنت منذ فترة طويلة ولم يتم تسليمها إلى ملاكها دون إبداء الأسباب». مستشفى للتوصيل قبل سنوات أنشأ مستشفى بسعة 50 سرير في المحافظة مما أدى إلى إنهاء المواطنين السفر إلى جدة للعلاج إلا أنهم اصطدموا بنقص الإمكانيات الطبية. يقول حسين الحساوي: «في الحالات الحرجة يتحول المستشفى إلى نقطة للتوصيل فقط أي أنهم لا يتصرفون في الحالات الخطرة بل يجدون أفضل حل لهم هو التحويل إلى مستشفيات جدة ولذلك يبدو أن الإسعاف التابع أكثر جهاز يعمل في المستشفى خلال السنوات الأخيرة». ويرى سلطان سفر «حينما يأتي المخاض لأية سيدة في رابغ مساء عليها أن تنتظر حتى الصباح لأن الطبيبة لا توجد في المساء ومعظم النسوة لا يرضين بأن يولدهن رجل». فرحة المياه على الجانب الآخر ما زال الأهالي فرحين بانتهاء مشكلة المياه في المحافظة بعد أن تسببت لهم بأزمة استمرت لسنوات عدة... يقول بركة الغانمي: «كانت مشكلة المياه تمثل عبئا ثقيلا على كاهل السكان ولكن بعد إنشاء الخزانات والشبكات الجديدة نسينا تلك المشكلة منذ فترة ليست بالقصيرة ونتمنى أن لا تتكرر مرة أخرى». ويزيد بركة «يجب أن لا ننظر إلى الجانب السلبي فقط ولكن هنالك إيجابيات عديدة تحققت في المحافظة نتيجة زيارات أمير المنطقة المتكررة والجهد الكبير المبذول من المحافظ ولعل إنشاء فرع لجامعة الملك عبدالعزيز من تلك المنجزات الهامة والتي كفت الأهالي شر إرسال أبنائهم إلى جدةومكةالمكرمة للتعليم»..
يقف صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكةالمكرمة على أبرز المشاريع التنموية في الكامل الاثنين المقبل، وبالأخص المشاريع السياحية المتمثلة في منتزه جبل شمنصير الذي يتوقع أن يجذب العديد من المستثمرين للمحافظة في ظل ارتفاعه الذي يزيد على 1500 متر عن سطح الأرض. ويرأس الأمير خالد الفيصل في الزيارة اجتماع المجلس المحلي لمناقشة جملة من المشاريع الجاري تنفيذها والمستقبلية، ووضع الحلول للمشاريع المتعثرة ووضع حجر الأساس لمشروع مبنى فرع الجامعة ومبنى البلدية الجديد. وكذلك بحث السبل الكفيلة بتذليل العقبات التي تعترض تلك المشاريع، إضافة إلى الخطط الرامية إلى تطوير المحافظة ضمن الخطة العشرية لتطوير منطقة مكةالمكرمة.
