تربويات جدة يعشن في العسل.. وقد لا يكون هذا صحيحا غير أن مطالباتهن بأن تكون في كل مدرسة عيادة طبية مزودة بممرضات وأجهزة لقياس السكر والضغط وعلاجات للربو والأمراض الشائعة لا يمكن أن تصدر إلا ممن يعيش في العسل، أو ممن لا يفرق بين المقترحات وأحلام اليقظة. تربويات جدة يمتلكن قدرا من التفاؤل يحسدن عليه ومقدرة على التخيل تجعلنا نطمئن أنهن قادرات على كتابة الشعر لو جربن ذلك، ومن المؤكد أن القدر الذي يمتلكنه من التفاؤل مكنهن من تجاوز كل طموحات الذين يأملون ويحلمون بمدرسة تمتلك مبنى حكوميا وفصولا جيدة التهوية وخطوط كهرباء لا تشكل خطرا على الطالبات والطلاب ودورات مياه نظيفة. تربويات جدة تجاوزن كذلك طموحات الذين يأملون أن يتوافر في كل مدرسة مختبر مجهز بالأجهزة الضرورية ومسرح لتقديم النشاطات اللاصفية للطلاب والطالبات وفناء مظلل، أو حتى مشمس، يتحرك فيه الطلاب والطالبات بحرية خلال الفسحة أو بعد انتهاء اليوم الدراسي. تربويات جدة، وأخص أولئك اللواتي يطالبن بعيادات طبية في كل مدرسة بها ممرضات وأجهزة لقياس الضغط والسكر وأدوية، يمتلكن قدرة فائقة على تجاوز الواقع حين تجاهلن أن أغلب مدارسنا لا توجد بها صيدلية بها حفنة من البندول وقارورة من الشراب المخفض للحرارة وبعض قطع الشاش والديتول لتعقيم أي خدش بسيط يصاب به طالب أو طالبة. ورغم ذلك كله، يمكن لنا أن نحسب أن أحلام أولئك التربويات بقيت واقعية بل ومتواضعة، وكان الأجدر بهن وقد قررن تجاوز الواقع أن «يأخذن راحتهن» في الحلم ويطالبن بوجود طبيب استشاري في كل مدرسة وغرفة مجهزة للعمليات ومختبر إضافة إلى قسم متكامل للأشعة وحاضنات للأطفال الخدج وغير مكتملي النمو يمكن للمعلمات الحوامل أن يستفدن منها. تربويات جدة المتفائلات جدا والحالمات جدا نموذج صارخ وواضح للأحلام والأوهام، بل والمشاريع التي تصلح أن تكون طائرات ورقية أو بالونات ملونة نلهو أو نتلهى بها؛ لكي نتعايش مع واقع يحتاج إلى نظرة واقعية تتعامل معه. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 165 مسافة ثم الرسالة