جزمت تربويات بأن الدور التعليمية في حاجة ماسة إلى عيادات طبية مزودة بممرضات وأجهزة طبية لقياس الضغط والسكر وعلاجات ل «الربو» والأمراض الشائعة، وطالبن بضرورة إنشاء عيادات طبية داخل المدارس في محافظة جدة، لتقديم الرعاية الطبية للمعلمات والطالبات، والتعامل مع حالات الطوارئ. بدورها، شجبت مديرة المدرسة الثانوية 13 لمعة الجهني عدم تجاوب إدارة التربية والتعليم للبنات مع مناداة مديرات المدارس المتكررة بإنشاء عيادات طبية في المدارس مزودة بممرضات، لمواجهة الحالات الطارئة، مثل تعرض إحدى الطالبات للسقوط أو الإغماء أو خفض وارتفاع السكر أو الضغط وغيرها من العوارض التي قد تطرأ على الطالبات والمعلمات على حد سواء، «لكن في كل مرة يخلص اجتماع إدارة التربية والتعليم إلى الاعتذار بعدم توافر العدد الكافي من الممرضات لتغطية جميع المدارس». وتضيف الجهني: «إذا حدث (لا سمح الله) مكروه فإننا لا نستطيع نقل الطالبة إلى المستشفى، خصوصاً أن الأنظمة تقضي بالاستئذان من أولياء الأمور قبل نقل الطالبة، وأن بعض الأولياء لا يردون على هواتفهم، فيما نواجه حالة طارئة تجعلنا في حيرة من أمرنا، فنضطر إلى التواصل مع الجهات المختصة لأخذ المشورة والموافقة على نقل الطالبة إلى المستشفى، ما يستغرق وقتاً طويلاً تعاني خلاله الطالبة من الألم، لذا من الأفضل افتتاح عيادة طبية مزودة بممرضة تجيد الإسعافات الأولية حتى تعطي التعليمات الصحيحة للمريضة كي لا تتفاقم الإصابة». وتلمح الجهني إلى أن مشروع المرشدة الصحية الذي عمم على بعض المدارس للتجربة أتى بنتائج جيدة، «لكنه غير كاف ولا يغني عن عيادة طبية وممرضة مؤهلة»، موضحة أن المرشدة الصحية معلمة من المدرسة تلقت دورة للإسعافات الأولية البسيطة (من تضميد للجرح وقياس درجة الحرارة) في الوحدة الصحية، لكنها لا تستطيع إجراء غرزة في حال إصابة الطالبة بجرح عميق نتيجة سقوط أو ارتطام أو إيقاف الدم لو حدث نزيف، أو إعطاء إبرة لمريضات السكر، والسبب أنها غير متمرسة مثل الممرضة التي تلقت تعليماً أكاديمياً ومارست المهنة بشكل جيد، هذا إضافة إلى أن المرشدة الصحية في الأساس معلمة لديها مهمات تعليمية تلتزم بها، «وقد نقطع عليها حصتها من أجل القيام بإسعافات بسيطة مما يعيقها عن أداء مهماتها الوظيفية التعليمية». وترى الجهني أن تعميم مشروع المرشدة الصحية على المدارس كافة في العام المقبل غير كافٍ إذا لم يدعم بممرضة مؤهلة. من جهتها، أوضحت وكيلة الابتدائية ال10 في محافظة جدة (أم آلاء) أنها لم تعرف كيف تتصرف، حينما أصيبت طالبة عندها (مريضة سكر) بنوبة سكر دخلت على إثرها في غيبوبة أفقدتها الرؤية، وتضيف الوكيلة أنها لم تعرف ماذا تفعل حيال مريضة السكر، خصوصاً أنها لا تعلم هل السكر مرتفع أم منخفض لديها، «إذ لا تتوافر أجهزة قياس السكر والضغط في المدارس، فاتصلت على والدي الطفلة لكن لم يجب أحد، فنقلتها لأقرب مستوصف، خصوصاً أن حالها لم تكن تسمح بأي تأخير، وفوجئت بالمسؤولين في المستوصف يعتذرون من عدم استطاعتهم علاجها (من دون رحمة أو رأفة بحالها) وذلك لأن ليست لديهم الصلاحية لعلاج الطلاب». وقالت ل «الحياة»: «طلبت منهم إجراء تحليل فقط لمعرفة ما إذا كان السكر منخفضاً أم مرتفعاً لكنهم رفضوا، فعدت بها إلى المدرسة وتوكلت على الله وسمحت لها بالأكل، فكانت تأكل بشراهة وعندما أفاقت أخبرتني بأن والدتها أعطتها إبرة الأنسولين في الصباح ولم تتناول وجبة الإفطار فخفض السكر لديها». وتمنت توافر ممرضات في المدارس وأجهزة لقياس السكر والضغط وأدوية الربو، إذ إن هذه غالبية الأمراض التي تشكو منها الطالبات، متمنية تثقيف المعلمات صحياً وإعطاءهن دورات في الإسعافات الأولية حتى يعرفن كيف يتصرفن في الحالات الطارئة، تماشياً مع المنفعة العامة وصحة الطالبات، ما سينتج منه توفير الوقت على المعلمات وتدارك المواقف الطارئة لمصلحة الطالبات.