أيام محدودة وتنطلق من جنوب أفريقيا بطولة العالم لكرة القدم وسط اهتمام كبير من المنتخبات المشاركة، وكذلك حماس منقطع النظير من قبل كافة هذه المنتخبات التي سوف تخوض منافسة قوية ومثيرة وسط مناخ يسوده الخوف والقلق على الأوضاع الأمنية، والتي كان لها آثار سلبية في عدم حماس الغالبية العظمى من الذهاب إلى موقع إقامة هذا الكرنفال العالمي الدولي، خاصة وأن الكثير من عشاق «المجنونة» قد تعودوا على التواجد للحضور والاستمتاع بالمناخ «والجو الكروي»، والذي لايتكرر إلا كل أربع سنوات ويعد هذا الحدث والذي يحتوي على الكثير من المعاني والقيم المرتبطة بالتراث والحضارة منذ بداية هذه البطولة العالمية قبل أكثر من نصف قرن من الزمان، واستطاعت أن تستحوذ على العقل والفكر كون سكان كوكب الأرض يشكل السواد الأعظم منهم الهوس «حتى النخاع» بهذه «الكرة المدورة»، والتي أخذت شكلها تقريبا من كوكب الأرض الذي يدور ويسبح في الفضاء مع بقية الكواكب والمجرات، وكونها «كرة مدورة» فقد أحدثت تدويرا غير طبيعي لعشاقها الذين تعلقوا بها و لايمكن بأي حال من الأحوال التخلص من هذا الإدمان الاختياري، واستطاعت كرة القدم زيادة التعاون والتوحيد بين الشعوب، وكان من آثارها ظهور الكثير من الدول سطعت شهرتها في العالم بفضل الله ثم بفضل كرة القدم مثل البرازيل والأرجنتين. المنتخبات والأندية العربية السؤال الذي يطرح نفسه بقوة كيف يمكن لكافة المنتخبات والأندية العربية الاستفادة من هذا الحدث في مجال اكتشاف المدربين الموهوبين والمتميزين، وكذلك التعرف على النجوم العالميين ومن الممكن الاستفادة من بعضهم في صفوف أنديتهم خاصة لدى الأندية الخليجية والتي تملك الإمكانيات المالية الجبارة وأغلب هذه الإمكانيات قد ضاعت «في السراب»، لعدم وجود الإدارات المتمكنة والعقوبة الحازمة وتوكيل شؤون الإشراف إلى أشخاص غير مؤهلين لاينظرون إلا لمصالحهم الخاصة وتحقيق أهدافهم، وعندما يسند الأمر إلى غير أهله يكون له أبعاد غير مفيدة. ومن الأسباب الرئيسية والهامة التي أدت إلى تأخير وتخلف الكرة العربية انشغال المعنيين على شؤون الأندية بتصفية الحسابات وكثرة القيل والقال ونقل الكلام والاهتمام «بسفاسف الأشياء»، وأما التطوير والتجديد والتعامل بالفكر والعقل الموحد فهذا أبعد ما يكون، وفي الغالب بأن من أسباب هذه الصراعات والخلافات وخلق المشاكل يعود إلى تحقيق أهداف غير منظورة والاستمتاع بالشهرة والتلميع، وهذا انعكس على وضع ومسيرة المنتخبات وتأهل منتخب واحد يمثل العرب وهو «الجزائر» في جنوب أفريقيا يدل دلالة واضحة بأننا نسير خلف التيار، والشعوب الأقل خبرة وإمكانيات سبقتنا بمراحل وذلك بسبب «أنفسنا»، نأمل التعلم من أجل مستقبل مشرق. ملاحظة: قطع دابر أعداء النجاح يساعد على التفوق. [email protected]