تناقلت وسائل الإعلام بأن هناك نية مبيتة من مدرب المنتخب السعودي مستر ريكارد عن رغبته الجادة في إنهاء عقده من مسؤولية التدريب عن منتخبنا الوطني بعد نهاية جولة الأخضر مع منتخب أستراليا، وإن صدقت هذه الأقاويل فإن ريكارد بعد سفره إلى بلاده لقضاء عطلة العام الميلادي الجديد فقد درس وضعه مع منتخبنا دراسة شاملة ومتأنية من جميع الوسائل، وكما يبدو فإنه من خلال الصورة التي وضحت أمامه لم يستطيع أن يؤدي ما كان يأمل فيه، وحرصا منه على تاريخه الرياضي الكبير وما حققه من إنجازات وبطولات مع برشلونة قد يكون وجد نفسه ضائعا في هذه المرحلة التي قرر فيها الهجرة المؤقتة إلى الشرق الأوسط لإيجاد التكيف المطلوب بالأسلوب والنهج الذي كان يحمله في أفكاره وبغض النظر عن كل الإمكانيات والتسهيلات والصلاحيات المطلقة التي منحت له من الاتحاد السعودي لكرة القدم، وتهيئة كل العوامل اللازمة والتي سوف تساعده في أداء مهمته بالأسلوب المناسب، ولكن عندما واجه الواقع وجد نفسه لم يتمكن من التأقلم مع التجربة العربية لأنه يريد أن يطبق حرفيا تجربته السابقة والتي عمل فيها في أوروبا مع اللاعبين العرب وكون اللاعب الأوروبي ينفذ ما هو مطلوب منه بكل دقة داخل الملعب، لأنه تعود على أسلوب ورتم معين وواضح وهناك تفاهم كامل بين النجوم في أسلوب اللعب السريع والاستفادة من الكرات المرتدة والتمركز السليم ويجري تناقل الكرة وفق المراكز، وهذه الأساليب تحتاج إلى لياقة عالية وتركيز ذهني وقوة بدنية وقراءة أفكار زملائه اللاعبين بطريقة فيها الكثير من المهارة والكياسة مع الاستفادة من عامل الوقت واستغلال الفرص السانحة بكل كفاءة واقتدار، وهذه الأفكار كانت تطبق لدينا في زمن النجوم السابقين أمثال ماجد عبدالله، وفهد الهريفي، وفهد المصيبيح، ومحمد عبدالجواد، ويوسف الثنيان، ومحيسن الجمعان، والدكتور عبدالرزاق أبو داوود، ودابو، وطارق كيال، ويوسف خميس، وفؤاد أنور، وأحمد جميل، ومحمد الخليوي، وصالح خليفة، وصالح النعيمة، وعبدالله الدعيع، وغيرهم من المبدعين الذين كونوا كوكبة من الأبطال يصولون ويجولون، وكانوا قوة ضاربة وقوية في الانسجام والترابط وتحقيق النتائج الإيجابية بكل براعة، وكوننا في زمن الأجيال الحديثة والتي يغلب على الغالبية منهم «المزاجية» وعدم قدرتهم على تطوير مهاراتهم التي يملكونها، وفي ظل هذه الحالة علينا عمل الدراسات المفيدة في محاولة ترتيب الأمور إلى ما هو أفضل، وعمل كل الوسائل المتاحة لتهيئة هذه الأجيال بأن تكون قادرة على الاستفادة من الآخرين الذين سبقوهم في هذا المجال. قطفة: الجرأة في مواجهة الأزمات مطلوبة!! [email protected]