وها هي إسرائيل، كديدنها، ترفض اقتراحا قدمته الإدارة الأمريكية يقضي بتشكيل لجنة تحقيق إسرائيلية بمشاركة مراقب أمريكي في هجوم قوات البحرية الإسرائيلية على قافلة الحرية وقتل عدد من النشطاء وإصابة عشرات آخرين. وقالت صحيفة (هآرتس) في عدده الصادر أمس «إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لم يرد على الاقتراح الأمريكي بعد، لكنه يتحفظ منه خصوصا بسبب معارضة وزير الدفاع إيهود باراك تشكيل لجنة تحقيق». لكن وسائل إعلام إسرائيلية نقلت عن مصادر في مكتب نتنياهو تكرارها أمس لأقوال رئيس الوزراء الإسرائيلي بأن إسرائيل تواجه حملة دولية بسبب المطالبة بتشكيل لجنة تحقيق دولية. وأضافت المصادر أنه لا توجد أية دولة توافق على عبور قافلة كهذه في تخومها، ورئيس الحكومة أوضح ذلك جيدا في خطابه أمس الأول، وهناك توجهات دولية لتشكيل لجنة تحقيق والموضوع قيد البحث. من جهة أخرى، قالت مصادر في مكتب باراك إنه ليس هناك ما نريد إخفاءه، لكننا لا نملك وسيلة لوقف تنفيذ قرار مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة بتشكيل لجنة تحقيق أو مواجهة طلب أمريكي كهذا والأمور قيد البحث. وأعرب وزير الخارجية الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان عن تأييده تشكيل لجنة تقصي حقائق إسرائيلية بمشاركة مراقبين أجانب في هجوم القوات الإسرائيلية على (أسطول الحرية) التي كانت متوجهة إلى قطاع غزة وقتل وجرح عشرات النشطاء على متنها. ونقل موقع (يديعوت أحرونوت) الإلكتروني عن ليبرمان قوله أمس إنه: «لا ينبغي أن نخاف من أية لجنة تقصي حقائق وقد قلت لرئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، وهو لا يزال في كندا، إنه لا ينبغي الخوف وإنما تشكيل لجنة تحقيق مفتوحة وشفافة برئاسة رجل قانون إسرائيلي رفيع المستوى، مثل أحد رؤساء المحكمة العليا السابقين، مائير شمغار أو أهارون باراك، وإذا أرادوا إشراك مراقبين أجانب فسوف نوافق على ذلك».