صدر أخيرا عن وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد كتاب يناقش شبهات الفئة الضالة تحت عنوان (النذير مناقشة علمية لأبرز الشبهات المتعلقة بالإمامة والجهاد والتكفير) للدكتور ماجد بن محمد المرسال مستشار الوزير المدير العام للتوعية العلمية والفكرية عضو لجان المناصحة وبتقديم وزير الشؤون الإسلامية. وراجع الكتاب مجموعة من العلماء والمختصين منهم الشيخ عبد الرحمن بن غنام الغنام وكيل وزارة الشؤون الإسلامية المساعد لشؤون الدعوة، والشيخ عبد المحسن بن عبد العزيز بن محمد آل الشيخ وكيل وزارة الشؤون الإسلامية المساعد لشؤون المساجد، والدكتور سعيد بن مسفر الوادعي أستاذ الفقه المقارن المنسق العلمي للجان المناصحة، والدكتور عبد الرحمن بن عبد العزيز الهدلق المدير العام للإدارة العامة للأمن الفكري في وزارة الداخلية، والدكتور إبراهيم بن قاسم الميمن أستاذ الفقه المقارن في المعهد العالي للقضاء، والشيخ خالد بن عيسى العسيري داعية ومستشار شرعي في وزارة الشؤون الإسلامية. ويعتبر الكتاب أول بحث يجمع جميع شبهات الفئة الضالة ويرد عليها بأسلوب علمي تفصيلي واعتمد المؤلف في جمع الشبهات على ما يرد إليهم في حملة السكينة للحوار وكذلك ما يسمعونه من بعض الموقوفين في لجان المناصحة، كما راجع الكتب والرسائل والمجلات والإصدارات المسموعة والمرئية التي تثير مثل هذه الشبهات، وهي موجودة ومنشورة على الشبكة العالمية (الإنترنت) واشتمل الكتاب على 511 صفحة من القطع المتوسط. وذكر المؤلف أن الباعث له على كتابة الكتاب (الشفقة بالشباب والخوف عليهم من عواطفهم الجامحة وحماساتهم الجارفة واندفاعاتهم المتهورة التي ورطتهم في إحراق أنفسهم وأسرهم وأوطانهم دون وعي أو إدراك بحقيقة ما يقومون به من خدمة لأعداء الإسلام والسنة في تحقيق أهدافهم بتخريب بيوت المسلمين بأيدي أبنائهم). وأوضح الباحث أن بحثه يسد ثغرة مهمة في المواجهة الفكرية للغلو، وأن يكون فيه ما يفيد الباحثين في الجواب عن الشبهات المثارة. ويشتمل الكتاب على مقدمة وثلاثة فصول وخاتمة، وجاء في الفصل الأول: تساؤلات مشروعة: وفيه الإجابة عن أربعة أسئلة كثيرا ما يرددها بعض الناس أثناء مناقشة شبهات الغلاة وأفكارهم. الفصل الثاني وجاء فيه، الأصول الشرعية في مواجهة الشبهات: واشتمل على تعريف الشبهات: و 11 أصلا تحمي المسلم من الزلل في مسائل الشبهات. وهي تحريم القول على الله بلا علم ووجوب الرد في مسائل الشريعة إلى أهل العلم المعتبرين وتحريم الافتئات في مسائل السياسة والقضايا العامة على اختصاصات ولاة الأمر، والحذر من أهل الأهواء والشبهات ومواقعهم ووجوب رد المتشابهات إلى المحكمات ووجوب الجمع بين النصوص وخطورة اجتزائها عن بعضها أو ضرب بعضها ببعض وأهمية مراعاة مقاصد الشريعة ورد الفروع الجزئية إلى الأصول الكلية والنظر في المآلات وعواقب التصرفات والعاطفة في الميزان الشرعي والميزان النفسي والفقه في التعامل مع الفتن والنوازل، وفيه ثمانية أصول علمية والتضرع لله تعالى بطلب الهداية لما اختلف فيه من الحق. أما الفصل الثالث فتطرق الباحث فيه إلى أجوبة الشبهات: وهو الفصل الرئيس في هذا البحث، وفيه رصد لأبرز الشبهات التي يحتج بها الغلاة، وبلغت 31 شبهة، تم الجواب عن كل شبهة منها من وجوه متعددة، بطريقة علمية مقنعة لطالب الحق إن شاء الله تعالى وهذه الشبهات هي التكفير، تحكيم القوانين، والانضمام للهيئات الدولية، والولاء و البراء. كما تطرق الباحث إلى موضوعات مداهنة الكفار ووجود الربا والمنكرات والعذر بالجهل ومن لم يكفر الكافر فهو كافر وتعطيل الجهاد وعدم الاعتراف بالحدود السياسية وتعدد الدول الإسلامية والقتال لإقامة الخلافة والجهاد هو المخرج الوحيد للأمة والجهاد فرض عين، الإسلام دين الإرهاب والجهاد والشهادة عبادات مقصودة لذاتها واشتراط إذن الحاكم في الجهاد والمجاهدون هم الطائفة المنصورة والنصر الحقيقي ليس الانتصار المادي. وتطرق الباحث أيضا في ذات الفصل إلى نقاط منها، ليس للكفار إلا السيف وعدم صحة العهود والعمليات الاستشهادية أو الانتحارية والاغتيالات وإخراج المشركين من جزيرة العرب وقتل رجال الأمن دفعا للصائل. ومن المواضيع التي تطرق إليها أيضا، سؤال أهل الثغور والرؤى والكرامات، والمهدي والوطنية جاهلية وما الفرق بين الجهاد في أفغانستان أمام السوفيت والجهاد في أفغانستان والعراق أمام أمريكا؟ والعزلة الشعورية عن المجتمعات الجاهلية وتحريم الدراسة النظامية؟ وفي الخاتمة وجه الباحث نداءات أخوية وفيها ثلاث نصائح، الأولى: وفي التاريخ عبرة، الثانية: الحكمة ضالة المؤمن، الثالثة: فاتقوا الله وأصلحوا ذات بينكم.