هل من جديد سيثار بعد جريمة «أسطول الحرية» في مشهدنا العربي والمشهد الدولي؟، الإجابة أصبحت معلبة وجاهزة للإعلان مع أية جريمة ترتكبها إسرائيل في حق البشر، ومعلبات الإدانة والشجب والاستنكار واستدعاء السفراء هي الأكثر رواجا وتداولا مقابل ما نزف من دماء الأبرياء، وكأن إسرائيل تمعن في ازدرائنا وإثبات «ما عندك أحد». كنت أفتش في الصور الإخبارية التي عرضتها وسائل الإعلام الإسرائيلية أثناء اقتحام السفينة في المياه الدولية عن الأسلحة التي استفزت جنودهم حسب الرواية الإسرائيلية لإطلاق النار على الأبرياء، فما وجدت إلا قضيبا حديديا مع مجموعة «مصاقيل» بجانب نبالة يدوية كانت مسوغا وتبريرا لسفك دماء العشرات وهم يواجهون كتيبة الأسلحة الثقيلة، وهكذا يكون مكيال العدالة الدولية الذي ظهر في جلسة مجلس الأمن بعد الحادثة حينما عرض في بيانه إجراء تحقيق حيادي في الهجوم على الأسطول، مضيفا بأن هذا البيان «غير ملزم»!. هكذا تخلق وتتكون بؤر التوتر وخيوط العنف ثم الاحتقان، فالشعوب تتطلع والحكومات تظهر وتبطن، واحدة منها تندد وتدعو إلى القمم الاستثنائية، بينما وزير الصناعة والتجارة الإسرائيلي يبرر لوسائل الإعلام حق دولته في الهجوم على أسطول يضم نشطاء الحرية يرافقون منازل الإيواء وكراسي المعاقين المتحركة والمياه النظيفة في مشاركة تمثل الحد الأدنى لتطلعات شعوب رضعت كراهية إسرائيل وآلتها الإرهابية. على متن الأسطول المغدور اجتمعت جنسيات وأديان متعددة، في تعبير واضح عن هدفهم السامي بكسر الحصار عن غزة، ذابت الإيديولوجيات أمام الحاجة الإنسانية وكان اليهودي على متن الأسطول جنبا إلى جنب المسلم، والقسيس بصحبة الشيخ والكهل برفقة الشاب، وشهدت القافلة تسجيلا للحظات لا تمحوها الذاكرة، نقلتها لنا الناشطة الكويتية مها الشطي ذات ال25 ربيعا في مدونتها التي سطرت حلم الحرية وكيف يختلج في نفوس المشاركين، وتروي لنا يوميا من على متن سفينة «مرمرة» الأحداث والمستجدات «رائعة تلك الغزة التي وحدتنا من مختلف المشارب واللغات، كانت لي جلسة خاصة مع المطران كابوتشي مطران كنيسة الروم الكاثوليك في القدس وعمره 88 عاما، لقد طرد ونفي من القدس بسبب مواقفه من الصهيونية وغادر إلى الفاتيكان وأصبح الرجال الثالث فيها»، «الإسباني مانويل طوال الوقت ممسك بزيجارته ويتلذذ بشتم الصهاينة، ويقول: أستغل كل فرصة لأعيد الحق لأصحابه».. وكان آخر نداء سطرته هيا الشطي في مدونتها الحية كلمة الوداع بين سفننا الخمس هي: «See you In Gazza». ولا بد أن يستجيب القدر في يوم ما. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 128 مسافة ثم الرسالة