اتصل بي صارخا، وكأنني كنت آخر الأعداء الذين يقف وحده، واحدا ووحيدا، في مجابتهم، فتح ذخيرة مفرداته الحية في أذني، بصوت مدو مغمور بما يشبه الأسى، أو كل العذاب، وقال لي كلاما كثيرا لا يمكن أن أتذكره الآن، اختلطت فيه مصطلحات حقوق الإنسان والمجتمع المدني، والنظام ومرجعية الدولة والتشريعات بباقة مختارة من المفردات العامية مثل على خشمي، اللي يصير يصير، اللي ما يحمي حرمة بيته ما هو رجال وسواها من المفردات التي لن أسهب في ذكرها، المهم أن قصة الرجل في مختصرها المفيد وغير السعيد يعيش قلق الذهاب إلى عمله في المنطقة الجنوبية خوفا من أن يعود ويجد منزله قد هدم. سألته: لماذا يهدم، أليس لديك صك بملكية البيت؟ قال بلى، ولكنهم في جدة حتى ولو عندك صك يهدمونه، قلت مستحيل. رد علي ضاحكا يبدو أنك نسيت ما نشرته صحيفتك عن صاحب المزرعة التي هدمت رغم أن مالكها لديه صك ملكية واضح وصريح. تذكرت هذه القصة، وتساءلت لماذا يحدث هذا؟ أليس الصك إثباتا نهائيا للملكية، أما الملكية في حد ذاتها فهي سابقة أحيانا للصك، أليس الصك وثيقة ثابتة وشرعية تصدر من القضاء ولا يبطلها سوى القضاء، ومن أباح لمهندس التعديات أن يعتقد أن هذا الصك تحت كل الظروف غير صالح، ألا يحال هذا الموضوع أولا إلى جهة الاختصاص لتبين رأيها فيه. أليس التشكيك من مهندس التعديات في شرعية الصك ودقته تشكيكا في القضاء الذي لا يفصل في ملكية الأراضي بل يفصل أيضا في رقاب الخلق وحقوقهم. أسئلة كثيرة خطرت على بالي وخاطري وذهني قبل أن أنهي المكالمة ولكني لم أجد فاتحة للحديث سوى أن أردد مع المتصل.. يا صبر أيوب. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 167 مسافة ثم الرسالة