لن أعلق بحرف واحد على محتوى حلقة «True life» المثيرة للجدل، فالآراء التي وردت فيه تعبر عن أفكار أصحابها، ولن أصادر حرية أحد في أن يعبر عن تفكيره أو يكشف حقيقة معدنه، لأنني لست في موقعة المحاسبة، أما إذا كانت صورة الوطن تقلق أحدا فأطمئنه بأنها أكبر من أن تخدشها سهام صنعت من الورق، لذلك آمل ألا نطارد هؤلاء ونحولهم إلى ضحايا رأي لمجرد أنهم طرحوا آراء تصدمنا ونتخيل أنها خلقت من العدم أو لا يمكن أن تتردد بين جدراننا!! الأهم أن نفكر كيف نجح هذا البرنامج في اقتحام أسوارنا والتجول بين جدراننا ورصد همسات وأفكار بعض منا، ثم إعادتها إلينا مصورة عبر الأثير الأمريكي، فهذه الحلقة وفريقها لم يهبطوا في مركبة فضائية خفية ولم يعبروا الحدود في عباءة إخفاء ولم ينسقوا أعمالهم مع العدم، بل صوروا تحت نور الشمس في شوارعنا وداخل حجرات دخلوها من أبوابها لا شبابيكها، فابحثوا عن المسؤول الحقيقي عن الإساءة للصورة السعودية، وستجدون أنه الذي لم يظهر في الصورة .. إنه الذي كان يحرك خيوط الدمى بأصابعه خلف المسرح!! قبل سنوات عديدة كتبت أنتقد برنامجا شاهدته في لندن على إحدى محطات BBC كان يظهر نساء بريطانيات في أحد فنادق الرياض وهن يتبادلن النكت والسخرية من العباءة والحجاب ثم في خاتمة البرنامج ظهر شكر خاص للجهة الحكومية السعودية التي سهلت دخول فريق التصوير وإنجاز عمله الذي رأيته يفتقر تماما للأمانة المهنية والموضوعية!! إنها طيبتنا التي تصور لنا أننا بفتح أذرعنا واستقبالنا لمثل هذه الفرق التلفزيونية نسمح لها بإلقاء نظرة واقعية على حقيقة المجتمع السعودي بعين موضوعية ومنصفة، لكنهم في حقيقة الأمر يخطون إلى بلادنا على سجاد البراءة الأحمر ليوجهوا كاميراتهم إلى الزوايا الضيقة ليصورها بعدسات واسعة!! انسوا حلقة البرنامج و تجاهلوا الشباب الذي ظهروا فيها، وإذا كانت لديكم تساؤلات فاطرحوها على من كان يمسك بالخيوط خلف المسرح!! [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 153 مسافة ثم الرسالة