كثيرا ما تدعوك بعض المتناقضات حولك إلى حالة من الألم والانطواء يعزوها البعض إلى انسحاب سلبي وضعف أنت أبعد ما تكون عنه! هذا ما حدث معي أمام التصعيد غير المبرر لقضية منال الشريف، فقد كتب من كتب وقال من قال وادعى من ادعى، لماذا كان ذلك كله؟ وهل يستحق الأمر كمية المداد ورعب الأصوات تلك؟ لماذا نبدو دائماً أمام الآخرين فريقين لا يجمع بينهما إلا لغة التحدي والسخرية والاتهام بسوء النية والتغريب والتخلف والرجعية، وبين هذا وذاك تبدو المرأة صيدا شهيا لاقتناص قضاياها والتحليق بها عاليا حتى يحقق الشيخ أو المثقف انتصاراته الخاصة! لا أريد أن أصادر آراء الآخرين فيمن يريد أن يكتب أو يعبر عن رأيه تجاه قضية من القضايا ولكنها الحقيقة المؤلمة لنساء بلدي تجاه قضاياهن واللاتي يكن آخر من يهتم أحد برأيهن أو يستمع إليهن، لماذا كانت تلك المرأة الحلقة الأضعف في المنظومة المجتمعية، فكلما صدر قرار أو نظام كان السؤال الدائم عن وضع المرأة، فإما أن تقام حولها الأقفاص وتنصب الكمائن وتعلق لافتات ممنوع الاقتراب أو أن يتهم من لا يوافق على ذلك بأنه يدعو إلى تدمير الفضيلة، وشيوع الفاحشة في مجتمع ترتفع مآذنه بالنداء الإلهي خمس مرات في اليوم، ويسبل الماء الطاهر على وجوه رجاله ونسائه آناء الليل وأطراف النهار. عبثا بمن يريد أن يزايد أو يراهن على عفاف المرأة السعودية، ويصورها امرأة سهلة المنال لمن أرد أن يتحرش بها، قاتل الله من يصور نساء مجتمعه قاصرات عن حماية أنفسهن طيعات هينات لمن أراد الاقتراب، سحقاً لمن يرانا نمارس الأخطاء تلو الأخطاء عندما لا تفرض وصاية لصيقة علينا، عندها تفتقت تلك العقول عن الاختراع صاحب الخصوصية المميزة حراس الفضيلة، لتلك المرأة التي لاهم لها سوى التفكير كيف تمارس غواياتها! ما يقال عن المرأة السعودية عندما تقعد خلف مقود السيارة لا يليق بنساء بلاد الحرمين الشريفين، لا يليق بمن تعلمت من دينها وسير جداتها وأمهاتها أن العفة هي الحصان الوحيد للمرأة، فلا تصوروا المرأة السعودية بتلك الصورة المخجلة والتي أساءت لنا كثيرا، فأصبحنا نبدو أمام الأخريات أثناء المؤتمرات واللقاءات الخارجية قاصرات غير مؤهلات، وعندما يقتربن منا يدهشن كيف أننا محاربات من الطراز الأول! عندما تم إيقاف منال الشريف ووضعها في إصلاحية تذكرت وقوف الدكتورة هدى العميل أمام والدي خادم الحرمين الشريفين تلقي كلمتها كمديرة لجامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن تلك المرأة التي لعبت دورا قياديا في توحيد بلادنا كمستشارة للمؤسس، تذكرت والدي وهو ينظر بعينين كلها فخر ببناته ونتاج وطنه، عندها علمت أن رسائل والدي لم تصل إليهم، وأنهم مصرون على ارتكاب الخطأ تلو الآخر، عندها رددت أعانك الله أبي، ولكن بناتك لن يخذلنك أبدا فخولة الكريع وحياة سندي وثريا عبيد ومنى خزندار ورجاء عالم ومنال الشريف سيواصلن العمل ولو كره المرجفون!! [email protected] للتواصل ارسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 269 مسافة ثم الرسالة