من أكثر المواضيع إزعاجا للقارئ حالة التناقض التي يثيرها كاتب أو كتاب في تناول قضية من القضايا، ومن هذه التناقضات التي نعيشها اليوم حالة الارتباك وعدم التوازن في التعامل مع كل حالة من حالات المجتمع والإنسان على حدة. فمثلا، موضوع التعليم.. فنحن لا يمر يوم إلا ونقرأ مئات الكلمات عن أهمية تطوير التعليم؛ ليصل إلى حد يمكن للطالب أن يكون مؤهلا للتعامل مع احتياجات الحياة ومتطلبات الدراسة العليا، أكاديميا أو تقنيا. وأكثر من ذلك صراخ مسؤولي التعليم العالي من ضعف مخرجات التعليم العام، والشيء بالشيء يذكر.. فمسؤولو التعليم العام يشتكون أيضا من ضعف المعلمين الذين تخرجوا من التعليم العالي التربوي، وبدأوا مرحلة التعليم والتربية. ولأن هذه حالة معروفة، أطل علينا ملك الإصلاح الملك عبد الله بن عبد العزيز بمشروع تطوير التعليم لتصحيح الأوضاع وإعادة هيكلة المنظومة التعليمية، مباني ومناهج ووسائل تعليم. ولكن أن يجيء بعد كل هذا الاعتراف من يتحدث عن ابتكار أو اختراع، أو على الأقل إنجاز لشاب أو فتاة سعودية، ويقول أن هذا هو حصيلة أو نتاج ما تعلمه ودرسه أو تلقاه في مدرسته، فهنا يكون العجب العجاب. فأكثر مناهج العالم تطورا لا يمكن أن تنتج مخترعا واحدا، إذا لم يكن لديه الفطرة والموهبة والقدرة على التخيل، لذلك كانت الاختراعات على الدوام مثلما هي نتاج أبحاث ومعامل فإنها في الأساس وليدة فكر متقد وعقل خلاق. لذا، فإن اختراعاتنا إذا سلمنا سلفا بأنها اختراعات ليست إلا وليدة هذه الظروف والطفرات العقلية والإبداعية، أما تأثير المناهج فإنه سلوك مجتمع نحلم أن نراه بعد عشر سنوات متحققا على أرض الواقع. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 167 مسافة ثم الرسالة