يركضون بصورة يومية في الشوارع والحدائق وحول بعض المواقع التي خصصت لذلك، بعضهم أتى عن قناعة و الآخر لأسباب شخصية، وفي النهاية الجميع مشتركون في شئ واحد، ويدفعهم هدف واحد هو الصحة وسلامة البدن. فكل منهم يركض وهو يحمل حكاية و مفارقة، ربما جمعت إثنين منهم، و ربما لا يشاطرهم فيها أحد. لا للمناسبات الاجتماعية علي بن محمد المديني (28 عاما) يحكي كيف استمر طوال أربعة أعوام المشي في المخططات الحديثة شرق الخط السريع في جدة، يقول: تعرضت لحادث مروري تسبب في تهتك أربطة قدمي اليمنى، ونصحت بالمشي المكثف، من يومها وأنا أحصد النتائج المميزة للمشي والركض، يوميا وعلى مدى الأربعة أعوام لم أتأخر يوما عن ممارسة هذه الرياضة. المشاة في أمريكا الأمر مختلف لدى صالح عاتق الحربي ( 41 عاما) حيث يقول: كنت أتابع إحدى الفضائيات و كان المشهد المعروض عن رياضة المشي في أمريكا، و سلط البرنامج الضوء في مقابلاته على أناس ممن كنت أرى بعضهم بالكاد يمشي نتيجة السمنة، فقلت في نفسي إذا كان هذا الرجل الذي بالكاد يخطو قد خرج من بيته من أجل أن يمشي، ومن يومها وأنا أمارس الرياضة. يرجع عبد المعطي سلمان الريس (26 عاما) سبب ممارسة رياضة المشي إلى السمنة، ويقول: تجاوز وزني في فترة سابق المائة كيلو جرام، ما سبب لي قلقا، ومنذ ثلاثة أعوام تمكنت من خفض الوزن بالمشي إلى 85 كم. كما أنني رفضت تماما الذهاب إلى أي طبيب، لأنني أعلم أنهم لن يفكروا إلا في إستنزاف الجيوب و استغلال رغبتي في تخفيف الوزن من خلال التكاليف الباهظة. أضاف اتخذت قراري بالمشي، حيث تمكنت بمجهود فردي من خفض الوزن ومازلت مصمما على خفضها أكثر. إبراهيم مصطفى بنان قال : حلم رأيته قبل تسعة أعوام، حيث رأيت نفسي لا أستطيع المشي وأن رجليّ مشلولتان، ومن يومها قررت ممارسة الرياضة. عفش المحمدية والسقوط بضحكات لا تنقطع قال عبد العزيز عبد الله نقشبندي: كنت وبعض أقاربي ننقل عفش عروس إلى بيتها في حي المحمدية بسيارة نقل، كنت أتعلق في آخرها وبالرغم من نصيحة الشباب بالصعود لداخل حوض السيارة، إلا أنني فضلت البقاء في مكاني، وبعد أن تحركت السيارات زلت قدمي وسقطت بصورة مضحكة على الطريق العام، ومن فضل الله أني سلمت وكذلك السيارة التي اضطرت للانحراف تفاديا لدهسي، إلا أنني أصبت بالتواء في كاحلي، فأجبرت على البقاء على السرير اسبوعين، بعدها كان علاجي في المشي، وكانت تلك السقطة فأل خير علي، حيث أصبح جسمي بهذه الصورة من خفة الوزن، بعد أن كادت أن تقتلني السمنة، ولهذا كل من يعرفني في السابق لا يصدق بأنني أصبحت بهذا الحال، حتى ثيابي القديمة تخلصت منها، لأنها لم تعد تصلح بسبب النحافة. التفتوا لشمال مكة ياسر عودة الصبحي (27 عاما) من مكةالمكرمة يقول: هذا أول يوم في الركض، والمسألة قناعة شخصية جاءت إثر حوار مع صديق حميم، حيث بدأت الركض بصورة يومية وبالتدريج، كأن أقطع اليوم مسافة معقولة، وغدا أزيدها وهكذا. يتدخل صديقه بسام عايض اللحياني، قائلا: بدأت منذ ثلاثة أعوام بصورة مقنعة، نتيجة قراءة بحث علمي، حيث اتضح لي أن الإنسان يجب أن يمارس المشي لمدة ما بين (45 – 60) دقيقة يوميا، فهذا أفضل من الناحية الصحية. ويشير ماجد رشيد المجنوني (31 عاما) أن شمال مكة بحاجة إلى الاهتمام، ولو بوجود ممرات لممارسي المشي أسوة بالعوالي وغيرها. نتحرك قليلا خالد غرم الله المالكي (43 عاما) يقول: أستغل فترة المساء وتحديدا من بعد العصر، والحقيقة أن الأمر لا يقتصر فقط علي، وإنما على أم العيال وأطفالي، فأنا حريص على أن يتعودوا جميعا على هذا، لأن الصحة في المشي. نقص وزني فخطبوني يعترف ياسر هاني برديسي قائلا: السبب في المشي رغبتي في الزواج، فكلما تقدمت إلى أسرة، كانوا يرفضوني لسمنتي المفرطة، ما يقارب أربع أسر كان ردها بالرفض، لأنهم يتعجبون من هذا الرجل الذي يتقدم، وهو بكل هذا الجسد الضخم، من هنا توقفت من البحث عن عروس، لأنني أدركت بأن كل النتائج لن تكون إلا بتلك الصورة المؤلمة أقصد الرفض، لقد توقفت وقررت تخفيف وزني بأي طريقة كانت، إلا أنني صممت على طريقة واحدة مبتعدا فيها عن طريق الطب، فقسوت على نفسي بالمشي، ظللت أقضي ثلاث ساعات متوالية من أجل ذلك الهدف، وكنت أزيدها كثيرا إلى أربع ساعات، حتى أمضيت حوالي التسعة أشهر كنت قد تمكنت فيها من إنقاص وزني. وأضاف برديسي: ظل هذا النقص يتزايد حتى تخلصت في خلال عام وأربعة أشهر من (43 كيلو) حتى وصلت للوزن الذي أطمح إليه، ثم تقدمت لإحدى الأسر وتزوجت وما زلت مستمرا، الغريب أن إحدى الأسر التي تقدمت لها في السابق ورفضتني لوزني، أرسلوا من يبشرني مثلما قالوا بأنهم لن يمانعوا فيما لو تقدمت لهم الآن، إلا أنني أبلغت (مرسولهم) بأنني قد تزوجت.